هل يلزمني السعي على الرزق حتى مع عدم وجود التوفيق؟

0 130

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعمل في مجال الملابس الجاهزة منذ عام 2005، ووصلت فيها لمستويات متقدمة جدا تشمل الحصول على جميع المميزات الإدارية والمالية في أي شركة، وقد أكرمني ربي بعمل 4 عمرات، وبعد العمرة الأخيرة في 2015 تغير حالي من النقيض إلى النقيض، فلم أستمر في عمل أكثر من 3 شهور، وقد يستغرق البحث عن عمل آخر حوالي 6 شهور، مما أضر بأحوالي المادية، فهل يستمر السعي على الرزق والأخذ بالأسباب حتى بدون التوفيق؟

علما بأنني خلال فترة ترك العمل أصلي وأقرأ سورة البقرة يوميا، وأدع الله، في رقبتي أولاد ولا أعرف ماذا أفعل؟

أليس للكربات والبلاء منفذ أو مخرج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن ييسر أمرك ويرزقك من فضله.

اعلم أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، ولا بد للإنسان من أن يصيبه الكبد والمشقة فيها، قال سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، والواجب عليه الصبر والاحتساب والرضى بما قدره الله عليه، وأن يأخذ بالأسباب.

وما حصل لك هو نوع من الابتلاء في الفترة الأولى من عملك، ابتلاك الله بالخير لتعبده بالشكر، وبعدها ابتلاك بالشر لتعبده بالصبر، فالمسلم يعيش بين واجبين: الأول: الشكر في النعمة، والثاني: الصبر على المصيبة.

ولا تظن أن الطاعة والعمرة ستسبب إصابتك بالشر، بل ذلك مقدر عليك من قبل.

والواجب عليك أن تبحث عن عمل آخر وتأخذ بالأسباب، وتنظر في أسباب ترك العمل، وتعالجها، فربما كان السبب منك.

وعليك أن تحسن الظن بالله، وأن تطلب منه الفرج، فالرزق بيده سبحانه وتعالى.

ولا تقنط ولا تيأس، واستمر في الطاعة والعبادة، والإقبال على الله بالدعاء والذكر والاستغفار، وأكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، ومن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تذهب منك الهموم عليك الإكثار من دعاء الكرب: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

وحاول أن تتعلم حرفة أخرى، وانتقل إلى بلدة أخرى، وخذ بكل أسباب البحث عن عمل مع كمال الثقة بالله والصبر، راضيا بقضائه، حتى يأتي الفرج بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك ورزقك من حيث لا تحتسب.

مواد ذات صلة

الاستشارات