أشعر بالغيرة عند رؤية زوجين متحابين، كيف أتخلص من ذلك؟

0 125

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدي العديد من المشكلات النفسية التي أتعبتني ولا أجد لها حلا، أولها:

الغيرة الشديدة من كل أحد، فأغار من البنات الأجمل مني، والمتفوقات علي، وأغار ممن لديها صديقات (فليس لدي صديقات)، وأغار بشدة من قصص الحب الناجحة، ومن أي اثنين يمسكون يد بعضهما بالسوق أو الأماكن العامة، أشعر بالحزن والكآبة، وأتمنى أن أكون مثلهم، علما أنني متزوجة منذ شهر تقريبا، وأنا وزوجي غير متفاهمين، والمشاكل بيننا دائما تشتد.

ساعدوني بارك الله فيكم، والله تعبت من الغيرة الشديدة التي تنتابني لدرجة الشعور باليأس والعجز النفسي، حيث أعاني منذ صغري منها، وما زالت موجودة إلى الآن.

وثانيا: خلافاتي الزوجية دائما تتصاعد وتصل لرغبة الطرفين بالانفصال، ما هو الحل؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رورو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والوضوح في السؤال، ونسأل الله أن يذهب غيرتك الزائدة، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لك السعادة والآمال.

الشهر ليس كاف لتحديد مستوى العلاقة، وفرص النجاح أمامك مع زوجك كبيرة إذا حولت غيرتك إلى إبداع وعمل إيجابي، فلولا الغيرة لما بنيت عمارات، ولا قامت مصانع، أو تحققت إنجازات، فاستعيني بالله وانظري للحياة بأمل جديد، وثقة في ربنا المجيد.

وأرجو أن تعلمي أنه لا توجد امرأة ليست جميلة، فكل أنثى جميلة بأنوثتها وحيائها، جميلة بما وهبها الله من صفات يميزها بها عن غيرها، فاكتشفي ما وهبك الله، واشكرية لتنالي بشكره المزيد، والأهم من ذلك أن كل امرأة جميلة جدا في عين زوجها الذي اختارها من بين سائر النساء، والمهم هو التفنن في إظهار مفاتنك لزوجك الحلال لتعفيه وتعفي نفسك.

أما بخصوص الغيرة التي لازمتك منذ الصغر، فكنا نتمنى أن تذكري لنا ظروف نشأتك وترتيبك بين إخوتك، والطريقة التي كانت الأسرة تدير بها الغيرة بينكم، بالإضافة للوضع العام في الأسرة التي ترعرعت فيها، فلكل ما ذكر أثر على ما أنت فيه الآن، ولكن إصلاح الوضع يمكن بتوفيق الله، ثم بما تنبعث في نفسك من دوافع ورغبة وإرادة وعزيمة، ونتشرف بأن يكون لنا في الموقع دور، ويمكنك كتابة ما في نفسك، والمطالبة بحجب الاستشارة إن لزم؛ لأن الاطلاع على الخبرات القديمة مهم في التحليل، وتصحيح الأفكار والقناعات.

ولا يخفى على أمثالك أن البعض تتشابك أيديهم وتتنافر قلوبهم أحيانا، وتحدث بينهم مشكلات، ورغم أهمية التواصل الجسدي، ووضع الكف في الكف، إلا أننا نؤكد أن ذلك ليس بكاف، كما أن بعض تلك الحركات لا تخلو من التمثيل، وفي النساء من تتعمد إظهار السعادة أمام الأخريات لأهداف كثيرة، ونحن لا ننصح بتصديق من تدعي السعادة، ولكننا نريد من كل زوجة أن تجعل همها إرضاء الله، ثم السعي في طلب السعادة، ومن تسير على الدرب سوف تصل بحول الله -عز وجل-.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالسعى في جعل بيتك جاذبا وفراشك ناعما، وثغرك باسما، وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وأحسني وداعه إذا خرج، واسألي عنه إذا غاب، وأحسني استقباله إذا رجع، ونذكرك بأن الغيرة منها ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، والممدوح فيها ما كان في ريبة، والمذموم ما كان في غير ريبة؛ لأنها في هذه الحالة شكوك وظنون.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات