هل إذا رزقت بأولاد سيكرهوني كما كرهت والدي؟

0 56

السؤال

السلام عليكم

أريد الزواج من فتاة مسلمة، وذات أخلاق، لكن أنا خائف جدا من بناء عائلة، فأبي كان لئيما وقاسيا وكنت أكرهه جدا للأسف، ولكن لم أعصه كثيرا، فهل إن تزوجت وأنجبت أولادا سيكونون كارهين لي كما كرهت أبي رغم أنني لن أعاملهم كما عاملني والدي؟ لأن أحاديث النبي تقول: أن الولد كما يعامل أبويه سيعاملونه أولاده، ورغم أنني أحب وأعشق أمي لكونها حنونة، وهي كانت تحضر لي الأموال حين أمرض وأبي لا يسأل حتى من أين هذه الأموال، فما هو قولكم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ molham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: يجب عليك التوبة الصادقة، والاستغفار، والندم عن سوء معاملة والدك وعصيانه، وأكثر من الاستغفار والعمل الصالح والدعاء لوالديك عسى الله أن يغفر لك ما سلف.

فإن كان والدك حيا فأصلح علاقتك به، واطلب رضاه، وكن بارا به مهما حصل منه من تقصير في حقك، فطاعته وبره واجب ولو قصر في حقك؛ لأنه سبب في وجودك، وقد قرن الله طاعة الوالدين بطاعته سبحانه فقال سبحانه: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ [الإسراء: 23-24].

فإذا صلحت علاقتك، وتحسنت بوالدك إن شاء الله تتغير نظرتك للحياة، ويذهب عنك هذا الشعور والخواطر.

ثانيا: عليك أن تختار المرأة الصالحة، وتقيما حياتكما الزوجية على طاعة الله وشرعه، وإذا رزقكم الله الذرية فاعتنوا بتربيتها التربية السليمة الصحيحة حتى يكونوا صالحين مطيعين لكما.

فإن اختيار المرأة الصالحة، وإقامة الحياة الزوجية على طاعة الله، والعناية بتربية الأولاد كلها أسباب في صلاحهم، والهداية بيد الله. فلا تترك الأسباب، وتتعلق بالظنون والأوهام، وتفكر سلبيا في المستقبل، بل اجعل تفكيرك إيجابيا، وحاول أن تسعى في تحقيقه في الواقع.

ولا تقيس حالة والدك على حالتك، فليس بالضرورة تكرار الأحوال مع أشخاص آخرين؛ لأن لكل شخص قدره ونصيبه، خاصة إذا أخذت بأسباب الصلاح والاستقامة بعد التوبة والإنابة إلى الله مما حصل منك مع والدك؛ فإن حالتك ستتغير للأفضل بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات