السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 36 سنة، جميلة، وهذا الجمال قد تسبب لي بالعديد من المشاكل وبخاصة مع أختي الكبرى، اكتشف منذ فترة بأنها حسدتني عندما لجأت للرقية الشرعية، فقمت بأخذ الأثر منها فأصبت بحالة من الحكة وظهور الحبوب، وحالة غريبة من العطاس القوي جدا لمدة أربعة أيام متواصلة، فتأكدت وقتها أنها حسدتني.
رغم ذلك أحاول التعامل معها بشكل جيد، وأن أحسن إليها قدر الإمكان، ولكنها تكيد لي بطرق مختلفة، وتتدخل في شؤون حياتي، حتى أنها كانت تدخل غرفتي وتفتش في أغراضي، فقمت بإغلاق الغرفة بالمفتاح، وأكثر من مرة أخرج من غرفتي أجدها تقف عند الباب تتصنت علي لتعرف أسراري، وسئمت منها وقررت عدم التعامل معها نهائيا حتى لا أفقد أعصابي، فقد تحملت منها الكثير وبخاصة أني لا أريد أن أخالطها كثيرا، حتى لا تتجدد العين مرة أخرى.
الآن أتعالج من السحر المشروب، وأعاني من العصبية بسبب آثار السحر وضرره على الجسم، ولا أريد التعامل معها حتى لا ينتقض تحصيني، هل علي إثم في قطيعتها حتى أتقي شرها وأتجنب العصبية؟ وكذلك أتجنب التعامل مع أبي لأنه كثير الظلم لي، ولا يعدل بيننا في العطاء، وأكثر من مرة يحدث بيننا شجار وأفقد أعصابي فطريقة معاملته سيئة.
فكرت في الانفصال والبحث عن منزل لي بمفردي ولو بالإيجار، حتى لا أرتكب ذنوب جديدة، فهل علي إثم في ذلك؟ لأن المنزل غير محصن، وأبي دائما يقوم بتشغيل الأغاني بصوت عال، ويشكو من تشغيلي للقرآن بصوت عال، حاولت أن أفهمه أن تشغيل القرآن في المنزل مهم حتى نتجنب الأذى، ولكن لا يسمع لي، بالإضافة إلى أن المنزل فيه الكثير من الفوضى، لقد سئمت من كثرة تحصين المنزل بلا فائدة، وطالت مدة علاجي.
لا أستطيع تحمل ظلم الأب والأخت معا، بالإضافة لضرر السحر، أفتوني أرجوكم لا أريد أن أزيد الآثام، أريد التوبة مما بدر مني في عقوق الوالدين، رغم أني معذورة بسبب السحر، ولكنهم لا يعلمون أني مسحورة لأنهم لا يعتقدون بمثل تلك الأمور، فهل أنفصل في منزل بمفردي لحين يمن الله علي بالزواج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحفظك ويحقق لك الآمال.
نحن لا ننصحك بترك المنزل، ونتمنى أن توقفي الشجار مع الأب مهما حصل منه، واسألي الله له ولأختك الهداية، واستمري في تحصين نفسك بالرقية والأذكار، واعلمي أن الأمر لله من قبل ومن بعد.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، كما أنهم لو اجتمعوا لينفعوك فلن يفلحوا إلا لشيء قد كتبه الله لك، وعليه فنحن نوصيك بما يلي:
1) كثرة اللجوء إلى الله.
2) الاستعانة بالله والتوكل عليه.
3) الإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فإنها كنز وذكر واستعانة، والإكثار من (حسبي الله ونعم الوكيل) فإنها بعدها {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}.
4) حافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والخروج والدخول وكافة أذكار الأحوال، لأن الذكر ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
5) أحسني معاملة شقيقتك حتى لو أساءت، فإن إساءتها ترجع إليها، {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
6) حافظي على مقتنياتك، واذكري الله عند أكلك وشربك ولبسك وسائر أحوالك.
7) مما يعينك على الصبر على الأب والأخت علمك بالثواب والأجر الذي سوف تفوزين به.
8) تسلحي بالصبر فالعاقبة للصابرين.
9) تلطفي في تعاملك مع أهل المنزل، وحاولي النصح لهم والسعي في هدايتهم، واستبشري بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا - طبعا أو امرأة - خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الشخص أبا أو أخا أو أختا.
10) اعلمي أن من حقك البحث عن العلاج بالرقية الشرعية أو بغيرها، ولكن ليس لك اتهام الآخرين، فاجعلي لجوءك لمن يجلب الخير ويكشف الضر سبحانه، فالناس لا يملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم ضرا ولا نفعا، قال تعالى عن السحرة وأعوانهم: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}.
11) تواصلي مع موقعك بعد تنفيذ ما طلب منك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.