السؤال
السلام عليكم.
بداية نتشكركم على موقعكم الرائع، ونتمنى لكم المزيد من النجاح والتفوق.
لي أخت بعمر 35 سنة، ولدت منذ نحو 15 يوما بعملية قيصرية، وهي ولادتها الأولى في ظروف جيدة، لكن بعد يومين من العملية شعرت بآلام كبيرة على مستوى الرقبة والعمود الفقري، وعند ذهابها للطبيب طمأنها بأنها تحدث في كثير من الأحيان، وأن تأثير المخدر هو السبب، ووصف لها دواء تحسنت بعد أخذه بيوم واحد، لكن اليوم أي بعد مرور خمسة عشر يوما من الولادة أغمي عليها وظهرت عليها علامات الصرع، علما أنها أول مرة تواجه هذه المشكلة حيث خرج زبد من فمها مع شخير وتشنجات في جسمها وأغلقت فمها بقوة حتى جرح لسانها ودامت نحو عشر دقائق ثم استفاقت، لكن لا تعلم ماذا حدث لها، وبعد 8 ساعات ظهرت لها نفس الأعراض وأغمي عليها وفقدت الذاكرة مؤقتا!
علما بأنها عصبية نوعا ما وتغضب لأتفه الأسباب، وسؤالي لكم هو: هل هذا من تأثير إبرة الظهر التي أخذتها من العملية القيصرية؟ وهل ستشفى بعد مرور الوقت؟ وهل من يتعرض للصرع مرة أو مرتين تبقى تعاوده الكرة ويصبح مرضا مزمنا؟
بارك الله فيكم ونفع بكم وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك – أخي – على كلماتك الطيبة وعلى اهتمامك بأمر أختك التي نسأل الله لها العافية، وأن يبارك في مولودها، ويجعله قرة عين لكم جميعا.
أيها الفاضل الكريم: الذي حدث لهذه الأخت من تشنج يحمل بالفعل سمات التشنج الصرعي، فما ذكرته من وصف هو وصف دقيق ووصف سليم لمرض الصرع، والنوبة الثانية يكون أيضا فيها سمات الصرع، لكنها ليست واضحة أو دقيقة أو مكتملة مثل النوبة الأولى.
أخي الكريم: في بعض الأحيان يكون لدى بعض الناس بؤرات صرعية كامنة أو خاملة، وقد تظهر، قد يظهر النشاط الصرعي نتيجة لمؤثرات حياتية، مثل ارتفاع درجة الحرارة مثلا، الإصابة في الدماغ، لكن نادرا ما يحدث بعد هذه العمليات، كعملية القيصرية، لأنها بسيطة، ولا أعتقد أبدا أن للتخدير علاقة بهذا الموضوع، لأن التخدير ينتهي في وقته.
الذي أراه – ودون أي انزعاج أو هم – أن تعرض هذه الأخت على طبيب الأعصاب، ليقوم بإجراء تخطيط للدماغ، ويتطلب الأمر فحوصات أخرى كصورة مقطعية للدماغ مثلا، هذا سيجعلكم أكثر اطمئنانا إن شاء الله تعالى، ما دام هذه هي النوبة الأولى في حياتها وأتتها في مثل هذا العمر، يجب – يا أخي الكريم – أن نتأكد من خلال إجراء الفحوصات سالفة الذكر.
بالنسبة للعلاج هل تعطى العلاج أم لا؟ هذا أمر يختلف فيه الأطباء، هنالك من يرى أن ظهور نوبتين تشنجيتين تحمل سمات الصرع يجب أن يتناول الإنسان الدواء على الأقل لمدة عام، وهنالك من يرى أن ينتظر حتى النوبة الثالثة، وهنالك من يعتمد على تخطيط الدماغ؛ إذا ظهرت فيه أي زيادة في كهرباء الدماغ وحدد وجود بؤرة ما هنا يجب أن يعطى العلاج.
المهم: الأمر فيه شيء من التباين العلمي، لكن في نهاية الأمر المختص هو الذي يقرر.
سؤالك: هل من يتعرض للصرع مرة أو مرتين تبقى تعاوده الكرة ويصبح مرضا مزمنا؟
لا يستطيع أحد أن يحدد هذا، إذا كان تخطيط الدماغ إيجابيا قطعا يجب أن تتعالج، لأن هذا صرع، وقد يستمر، وقد يأتي، ويفضل التدخل الطبي المبكر من أجل علاجه والقضاء عليه. وإذا كان تخطيط الدماغ سلبيا قد لا تحدث نوبات أبدا، ويكون المريض تحت المراقبة.
هذا هو الوضع العلمي، وأسأل الله لها العافية، وأرجو - يا أخي الكريم – أن تحجز لها عند الطبيب المختص، وهذا سوف يطمئنكم جميعا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.