السؤال
أنا شاب متدين، طالب في كلية الهندسة، لي ميول سياسية نابعة عن قناعتي بإقامة دولة إسلامية، أشكل قدوة لغيري، ولكني رغم ذلك أجد نفسي أقع في أخطاء أنصح غيري بعدم الوقوع فيها، أنا لا أتكلم مع الفتيات ولكن تراودني أفكار كثيرة في ذلك.
وصلت إلى درجة أن أتكلم مع فتيات على الهاتف، ولكني أقلعت عن ذلك والحمد لله.
أحس أحيانا باحتقار نفسي، كنت أحلم أن أكون جنديا في بناء صرح ودولة إسلامية، ولكني أصبحت أخجل من مصارحة نفسي بهذه الأحلام؛ لأني أشعر أني ممن قال الله فيهم (( لم تقولون ما لا تفعلون ))[الصف:2]، وأخشى أن يمقتني ربي ويجعل الناس الذين يحبونني ويحترمونني يمقتونني.
معظم أقاربي يلجئون إلي ليخبروني بمشاكلهم وأسرارهم التي لا يبيحون بها لأحد، أحل مشاكل الجميع ولا أستطيع أن أجد من يفهمني وأصارحه بمشاكلي، كانت أمي قبل أن تتوفى هي صديقتي الوحيدة، والآن أبحث عن أصدقاء يعوضوني إياها فلا أجد، إضافة إلى العبء الذي علي كوني أكبر إخوتي.
فهل تكونون أنتم أصدقائي؟
جزاكم الله عن الأمة كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يرزقك السداد والثبات، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الإنسان إذا أحسن الناس به الظن عليه أن يرتفع بنفسه ليكون عند حسن ظنهم، ويردد في نفسه: (اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون)، وأرجو أن تتذكر أن الناس يعرفون ظاهرك فقط، والله تبارك وتعالى عليم بذات الصدور ولا تخفى عليه خافية، فطهر سريرتك، واعلم أن الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكنه سبحانه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، ولا تنخدع بثناء الناس، فالإنسان أبصر بنفسه من غيره، واعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليك، فاجتهد في ذكره وشكره، ودرب نفسك على الإخلاص له وحده.
وجميل أن يكون للإنسان طموح ورغبة في إعادة أمجاد الإسلام، وذلك كائن بإذن الله، وأجمل من ذلك أن نعرف أن الآمال تتحقق بالأعمال بعد توفيق ذي العظمة والجلال.
وأرجو أن تواصل مساعدة الناس وحل مشاكلهم، واجتهد في إصلاح نفسك، ولا تستجب لوساوس الشيطان الذي يتمنى أن تتوقف عن فعل الخيرات وإصلاح ذات البين والسهر في حوائج الناس، وكما قال الحسن البصري: (ود الشيطان لو ظفر بمن يفكر بهذه الطريقة) وأحسن من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
فاجتهد في قضاء حوائج الناس، وحافظ على أسرارهم، وقدم نصحك لمن يطلب مساعدتك كما فعل نبي الله يوسف حين قدم الدعوة قبل أن يفسر الأحلام، ونحن إخوانك وقد صارحتنا بمشاكلك فلك شكرنا وتقديرنا، والحل ميسور ولله الحمد، وهو بيدك أنت بالدرجة الأولى، ومرحبا بك صديقا في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يعينك على أداء واجباتك ومواصلة رسالتك وإصلاح نفسك، ورحم الله والدتك وأموات المسلمين.
والله الموفق.