السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج، ولدي طفلان صغيران (تحت سن 6 سنوات)، تغربت قبل 7 سنوات من بلدي، علما بأني موظف في وظيفة حكومية، لكني أخذت إجازة بدون راتب لتحسين أحوالي المادية، والحمد لله بنيت بيتا واشتريت سيارة، والآن يجب أن أتخذ القرار بالعودة إلى بلدي أو الاستقالة من عملي هناك (بلدي الأصلي)، وإذا لم أعد فسأفقد وظيفتي الحكومية، والحمد لله وظيفتي في الغربة جيدة لكنها 4 أضعاف راتبي في بلدي، لكن إلى متى؟ وأنتم تعرفون متاعب الغربة وتربية الأولاد هنا.
أرجو نصحي، هل أعود لوظيفتي في بلدي وأستقر، والحمد لله قمت بتأمين كافه مستلزماتي، أم أظل في الغربة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يهدينا جميعا سواء السبيل.
وبخصوص استشارتك، والتي تتعلق ببقائك في الغربة أم عودتك إلى الوطن، فنحسب أن هناك عدة أمور تتحكم في الإجابة، وهي:
1- بالطبع لم يخلق الإنسان لدنياه فقط، بل كذلك لآخرته بالعمل لهما والاستعداد لها، ومن هذا الجانب لك أن تسأل نفسك: هل تستطيع أن تؤدي حق الله عليك من صلوات وعبادات من قيام وصيام مثلا؟ وأيهما أفضل أداء هل في بلاد الغربة أم في الوطن؟
2- مدى إمكانية خدمة الوالدين أكثر، وبرهما والإحسان إليهما، وهل هما يحتاجان لخدمتك لأنهما كبرا وليس لهما سواك فيكون الرجوع أولى؟ أم لهما من يخدمهما وتكون حاجتهما للإنفاق فيكون بقاؤك في الغربة أولى؟
3- حق الأطفال، هل يمكن أن ينشأ في بلاد الغربة نشأة إسلامية صحيحة وتربية أخلاقية وتعليم متكامل، أم سيجدون هذا في الوطن بصورة أحسن؟
4- بناء مستقبلك، هل تستطيع أن تجاهد في نيل درجات علمية أكثر مثلا شهادة جامعية أو ماجستير أو دكتوراه مثلا؟ وهل الجو مهيأ في الغربة أم في الوطن؟
5- التحصيل العلمي الديني الواجب، كمعرفة العقيدة والعبادة، وما هو واجب معرفته من المعاملات والأخلاق...الخ؟ هل الجو مهيأ لنيل ذلك في الغربة أم في الوطن؟
إذن، المسألة أن تنظر إليها من جميع الجوانب والنواحي ثم قارن بينها، وسوف تتضح لك الصورة لتتخذ القرار المناسب، وبعد كل ذلك عليك بالاستخارة وكثرة الدعاء.
وفقك الله لكل خير.