السؤال
السلام عليكم
مشكلتي هي أنني أشعر بحاجز بيني وبين القرآن، على الرغم من أني إنسانة ملتزمة، أقوم الليل، وأقرأ سورة البقرة كاملة، وأحفظ كتاب الله عز وجل، ودائما أستغفر، صممت جدولا لتثبيت القرآن، ولكني أواظب عليه قليلا، ثم يصيبني فتور لا أعلم مصدره، أحيانا لا أذهب حتى لمركز التحفيظ، وبعد هذا يصيبني حزن شديد وتوتر وقلق بسبب هذا الفتور، فماذا أفعل؟ فأنا خائفة من غضب الله علي بسبب عدم تحمل مسؤولية حفظ القرآن.
مشكلتي الأخرى هي أني أراقب دائما زميلاتي أين وصلن وكم حفظن، ولدي بعض الغيرة التي دائما أحاول السيطرة عليها.
بارك الله فيكم، وفي حسناتكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
الفتور سمة من سمات الإنسان في بعض الأعمال، والإنسان في هذه الحياة لا يكون على وتيرة واحدة في حياته، بل هو متقلب بين النشاط والجد والعمل، وبين الكسل والفتور والتقصير، وقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى استغلال أوقات النشاط، وإقبال النفس على العمل بجد ونشاط، ونبقي العمل مستمرا ولو بأدنى مستوى في حال الفتور، والكسل يقول صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك).
يصاب المرء بالفتور في حال انفراده، لكنه إذا عمل في وسط بيئة مليئة بالنشاط فإنه ينشط معهم، ولذلك فإني أوصيك بأن يكون لك أكثر من زميلة تسمعين لهن ويسمعن لك يوميا بالترتيب؛ فالمزاملة تولد النشاط والمنافسة.
إن كنت قد أكملت حفظ القرآن الكريم فإني أوصيك بالإتقان، وذلك لا يتم إلا إذا ثلثت القرآن الكريم. والمقصود أن تسمعي كل يوم عشرة أجزاء لمدة سنة كاملة، وبهذا ستستغنين عن المصحف بإذن الله سبحانه.
لا بد من ترتيب وقتك ترتيبا حازما على أن تقومي بعمل كل عمل في وقته، ولا تسمحي أبدا بتخريب جدول أعمالك اليومي.
التجئي إلى مولاك، وسليه التوفيق والسداد، وأن يعينك على أداء أعمالك على الوجه الأكمل، وتحيني أوقات الإجابة: أثناء السجود، وما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، والساعة الأخيرة من الجمعة.
استمري بالحضور إلى مركز التحفيظ، ففيه ستجدين روح التنافس والنشاط في الحفظ، مع الإخلاص لله تعالى في كل ذلك، واستمعي للقرآن في حال فتورك عن القراءة، مع مراجعة المحفوظ مع تلاوة القارئ، فذلك من أساليب تثبيت الحفظ، واجعلي صلواتك فرضها ونفلها مراجعة للقرآن الكريم بالتسلسل، واستغلي أوقات النشاط كصلاة الليل وبعد الفجر.
مراقبة زميلاتك من الغيرة المحمودة، والتنافس المحمود، والغبطة التي تبعث على النشاط، طالما لا تتمنين زوال ما أنعم الله عليهن، فهذه ظاهرة محمودة وليست مذمومة، وعليك بمرافقة النشيطات واحذري من مجالسة المخذلات أو الكسولات؛ فإنهن يكبلن من يصاحبهن والمرء على دين خليله ومن جالس جانس.
نسعد بتواصلك على كل حال، ونسأل الله لك دوام التوفيق.