السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقدت قراني -ولله الحمد- في شهر يوليو الماضي، ولم أدخل بزوجتي بعد، وهي إنسانة متدينة ومنتقبة وكانت قبل العقد تخرج علي منتقبة خافية لمفاتنها ومحاسنها، ويوم العقد طبعا خرجت علي بكامل زينتها فحدثت عندي إثارة شديدة وانتصاب شبه دائم وقذف مستمر للمذي طوال فترة جلوسي معها، وأيضا ألم في الخصيتين وأسفل البطن، وكلما أحادثها عن طريق الهاتف أو أجلس معها أثار ويحدث معي نفس المشكلة، فما الحل من وجهة نظركم؟ وهل في ذلك ضرر علي في العلاقة الجنسية في المستقبل، أو من الممكن أن يسبب لي عقما أو ما شابه؟
زوجتي كما ذكرت -ولله الحمد- متدينة وخجولة للغاية لدرجة أنني عندما أحادثها وأقول لها كلمة: أحبك أو ما شابه، لا ترد، وتسكت، وعندما واجهتها قالت لي بأن ذلك سيأخذ معها وقتا وأنها تخجل مني، وأنا أحمد لله على هذه النعمة، ولكن أريد أن أعرف كيف أجعلها تتجاوب معي، وأحاول أن أزيل هذا الخجل، وأجعلها تعبر لي عن مشاعرها وحبها من تلقاء نفسها دون ضغط عليها.
وأيضا أواجه مشكلة معها وهي عندما أحادثها لا تتكلم إذا لم أتكلم، فلا تفتح معي مواضيع أو تتجاوب معي في الكلام الطبيعي وليس كلاما عاطفيا أو ما شابه، فأنا أريد أن يزول الخجل منها وتتحدث معي بتلقائية، فأنا زوجها وحلالها ولا شيء يمنعها من ذلك، فأشيروا علي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
فاحمد الله تعالى على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك، فالزوجة الصالحة خير ما يكتنز المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته).
الزواج بالمرأة الصالحة يعد نصف الدين، فقد ورد في الحديث: (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر).
كثرة الإثارة الجنسية دون إفراغ للشهوة يتسبب في التهابات للبروستات كما يقول ذلك أهل الطب، وهذه الالتهابات إن حصلت قد تسبب لك سرعة القذف؛ ولذلك أنصحك أن تشغل ذهنك بأمور تلهيك عن الإثارة في حال التحدث مع زوجتك.
ألم الخصيتين وأسفل البطن ناتج عن احتقان الشهوة وعدم إفراغها، وهذا شيء طبيعي، ومع هذا فكما قلت لك لا تركز على الإثارة؛ لأن نتائجها غير حميدة.
من خير النساء الحييات ولا خير في امرأة لا حياء لها، والحياء من الإيمان، وزوجتك ستعتاد عليك فلا تضغط عليها، واجعلها تتحدث عنك بما تراه وهنا ستسمع العبارات التي تقوم مقام أحبك بأشكال متنوعة، ومع الأيام ستنطق ولو طلبت منها أن تكتب كتابة لربما كان أخف عليها من النطق.
مع استمرار الحوار معها ومناقشتها على مستقبلكم ستعتاد على الكلام فلا تستعجل، فربما زوجتك ما اعتادت على الكلام مع الرجال غير أهلها، صحيح أنك صرت زوجها لكنها لم تعتد على الكلام، ومع الأيام سترى منها خيرا، فالقرب والعلاقة الحميمية تبدد المخاوف وتكسر الحواجز، وأنصحك ألا تؤخر الزفاف بل اجتهد في أن يكون بأقرب وقت.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك السعادة والتوفيق.