السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر ٢٢ سنة، مشكلتي أني دائما ما أحس بالغباء في نفسي وبعدم القدرة على فعل شيء بالحياة، هل الغباء وراثي أم مكتسب؟ وهل يمكن معالجته ببعض الأفعال المعاكسة، والتي قد تكسب الإنسان الذكاء مع الوقت والممارسة؟
لا أستطيع التركيز في دراستي ولا في المذاكرة أبدا، في مادة الرياضيات أنا سيئ جدا، مع أني أحاول أحيانا أن أتحسن فيها، لكن لا جدوى، لكني أحب أن أتعلمها.
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: لا تتهم نفسك بالغباء، فأنت لست غبيا، أنت تقلل من قيمة ذاتك، وأعتقد مشكلتك هي سوء تقدير الذات، وفي ذات الوقت عدم الاستشعار بأهمية العلم، الإنسان إذا استشعر قيمة الشيء يؤديه، وإليك فنيات بسيطة جدا سوف تفيدك:
أن تتعلم إدارة الوقت؛ فن إدارة الوقت فن عظيم جدا لإدارة الحياة، فعليك أن تخصص وقتا للترفيه عن نفسك، ووقتا للنوم، ووقتا للعبادة، ووقتا للعبادة، ووقتا للرياضة، هذه إحدى الأساسيات الضرورية الآن للنجاح، وتتصور نفسك بعد ست سنوات من الآن أين أنت؟ بدون مؤهل هذا قطعا أمر غير مقبول.
أخي الكريم: الآمر هو أن تستشعر المسؤولية، ألا تقلل من قيمة ذاتك، أن تفهم ذاتك، وأن تحترم ذاتك وتقدرها، هذا مهم جدا.
الأمر الآخر هو: أن تكون لك رفقة طيبة؛ الإنسان يتعلم ممن حوله، يتعلم من بيئته، يستفيد من رفقائه وأصدقائه الطيبين الصالحين والناجحين، فكن مع الناجحين، وكن مع الصالحين تكون مثلهم، وأنا أنصحك ببر الوالدين؛ لأن بر الوالدين يفتح أبواب التوفيق للإنسان.
لا تتهم نفسك أبدا بالغباء، ورتب حياتك، ونظم وقتك، واجعل هناك أولويات تقدمها على غيرها، وقدم المهم قبل أي شيء، وقم والتزم به، وأده على الوجه الذي ترضاه أنت من نفسك، فالموضوع لا يتعلق بالذكاء، إنما يتعلق بتقدير الذات وتقدير أهمية النجاح، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
لا تقول (لا أستطيع)، لا تقل (لا أقدر) إنما اسع وتوكل على الله واستعن بالله ولا تعجز، وكن يدا عليا، وارفع همتك، ولا تعجز.
هذا هو المطلوب منك، ومادة الرياضيات وخلافها كلها سوف تستطيع أن تتجاوز الصعوبات فيها إذا نظمت وقتك ورتبته وأعطيت العلم أهمية في حياتك.
أنصحك أيضا أن تقرأ في كتب الذكاء العاطفي -أو الذكاء الوجداني- هذا علم من العلوم الراقية جدا، يعلمنا كيفية التعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية بعد أن نفهم أنفسنا بصورة صحيحة، وكذلك يعلمنا كيف نفهم من حولنا ونتعامل معهم بصورة إيجابية.
اجعل الرياضة جزءا من حياتك؛ الرياضة توسع المقدرات عند الإنسان، تحسن التركيز، تجعلك أكثر إقبالا على الحياة بكل جمالها.
احرص على الصلاة في وقتها، يجب أن تكثر من الاطلاع، هناك أشياء مفيدة جدا، وكتب مفيدة، وبرامج مفيدة، لا تكن على هامش المعرفة أبدا، كن في داخل المعرفة؛ وهذا يعطيك إن شاء الله تعالى شعورا كبيرا بالثقة في النفس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.