السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 25 سنة، أعاني من ضعف التركيز بصورة كبيرة، مع شعور بالرغبة في النوم طوال الوقت.
منذ صغري وأنا دائما لدي الرغبة في النوم، ولا أدري ما السبب؟ وللأسف أن ذلك أثر على دراستي جدا، حيث أني أبذل مجهودا كبيرا جدا، وساعات طوال لأذاكر أو أحفظ شيئا.
ذهبت لطبيب باطنة، وطلب مني إجراء تحاليل، وأخبرني بأني سليم، وأعطاني مقويات، ولكن حالتي لا زالت كما هي، كما أن طبيب الأنف أخبرني بعد الكشف علي بأن لدي اعوجاجا في الحاجز الأنفي، وأنه سبب لي حساسية في الجيوب الأنفية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الكسل تطبع أو طبع، مثله مثل الطباع الأخرى، فالإنسان قد يتساهل مع نفسه للدرجة التي يكون فيها غير مستفيد أبدا من طاقاته الجسدية والنفسية والاجتماعية، الله تعالى حبانا بطاقات عظيمة، وهذا الجسد بني في أحسن تقويم، وهنالك مواد كيميائية داخلية في الدماغ وفي بقية الجسم تحرك عزيمتنا، وتجعلنا أكثر مثابرة.
أخي الكريم: أنت محتاج لأن تستشعر وبصورة مقنعة جدا أن وضعك هذا غير سليم. هذه هي النقطة الأولى، وبعد ذلك تقرر عيش الحياة بقوة، ويمكن للإنسان أن يعيش حياته بقوة. أنت الحمد لله تخرجت وتأهلت وتعمل الآن مهندسا مدنيا، وهذا شيء يجب أن تعتبره وتقدره حق تقديره، يجب أن يكون دافعا بالنسبة لك.
أنا أنصحك نصيحة بسيطة جدا، وهي: أن تحسن إدارة الوقت، من يحسن إدارة الوقت يحسن إدارة حياته، وأول ما تقوم به في إدارة حياتك ووقتك هو أن تنام مبكرا بالليل، أن تنام في وقت مبكر من الليل، وأن تستيقظ مبكرا من الفجر، وأن تؤدي صلاة الفجر مع الجماعة، ثم بعد ذلك تقوم بعمل تمارين رياضية لمدة ربع ساعة، ثم تتناول الشاي أو القهوة وتجهز نفسك للعمل وتذهب، وفي مكان عملك لا تكن ساكنا في مكان واحد، حاول أن تتحرك، أن تتفاعل مع زملائك، أن تكون شخصا مثابرا وصاحب مبادرات، وأن تطور نفسك في مهنتك، وبعد ذلك - أخي - تأتي للمنزل وتتناول وجبة الغداء، ولا تنم أبدا في وقت النهار، لا، هنالك أشياء كثيرة جدا يمكن أن تعملها، وعلى رأسها ممارسة الرياضة.
أنت محتاج لممارسة الرياضة لأن الرياضة تحسن التركيز، تجدد الطاقات، ويا حبذا لو اتفقت مع أحد الأصدقاء - أو بعض الأصدقاء - لتشكلوا مجموعة رياضية، للمشي مثلا، للعب الكرة، للجري أو المشي، هذا علاج ضروري جدا بالنسبة لك.
وأمر آخر يجب أن تستشعره وتدركه، وهو: أهمية الالتزام بالواجبات الاجتماعية، الرجل لابد أن تكون همته عالية، ولابد أن يقوم بواجبه الاجتماعي، إذا دعيت لدعوة فرح (عرس) أو عزومة يجب أن تذهب، تلبية الدعوة فيه أمر عظيم، وهو من حق المسلم على أخيه المسلم، وهو نوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي جدا. إذا سمعت بمريض يجب أن تذهب وتزوره، سمعت بوفاة لأحد الأشخاص امشي في جنازته، قدم واجب العزاء لأهله، تواصل مع أرحامك، مع أسرتك، كن بارا بوالديك، فيا أخي الكريم: هذه كلها علاجات ضرورية ومهمة جدا.
والصلاة مهمة بل هي عمود الإسلام، وأدائها في وقتها مهم، ومع الجماعة في المسجد أمر واجب ومطلوب، والدعاء، أن تسأل الله تعالى وتستعيذ به من الهم والغم والعجز والكسل والجبن والبخل، هذا - يا أخي - دعاء عظيم إذا استشعره الإنسان وتدبره وأخذ به يقينا وتصميما وعزما يأتي بنتائج عظيمة، والتوكل على الله، والاستعانة به وعدم العجز.
هذا هو الذي تحتاجه - أخي الكريم - ولا أعتقد أنك محتاج لأكثر من ذلك أبدا، أنت لست مكتئبا، أنت لست في إحباط نفسي حتى نصف لك علاجا دوائيا، لا. الذي تحتاجه هو تغيير نمط حياتك، واستشعار أنك يمكن أن تتغير، واستشعار منك أيضا أنك - بالرغم مما أصابك من تراخي وكسل في الماضي - قد أنجزت، أكملت تعليمك، وهذا أمر عظيم، ليس كل أحد يستطيعه، ويجب الآن أن تقدم على الزواج، الزواج فيه المودة وفيه السكينة وفيه الرحمة وفيه التعاضد، وفيه الاستشعار بالمسؤولية ومن خلال المسؤولية لا مجال للكسل ولا مجال للتراخي والتواني وحب السكون والاستكانة.
بالنسبة لاعوجاج الأنف أخي الكريم: هذا أمر بسيط، وإذا احتاج الأمر لجراحة فسوف يقوم الطبيب بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.