خطبت فتاة متدينة ولكني الآن متردد وأشعر أني تعجلت!

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على إفادتكم في هذا الموقع الفاضل، مشكلتي أني ذهبت لأخطب فتاة متدينة، وعلى خلق، ولكن منذ النظرة الشرعية لم أرتح للشكل، ولكن قلت لنفسي أصبر ولا أتعجل، وأتممت الخطبة، لكني أحزن كلما وجدت فتاة متدينة في كليتي أجمل منها بمراحل، وعلى خلق ودين، وأقول لنفسي لماذا لم آخذ هذه، وأشعر أني تعجلت ولا أعرف ماذا أفعل، أخاف أن أكمل معها وأظلمها وأظلم نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ على حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول: فلقد أحسنت حين كان معيارك للزواج هو الدين والخلق أخذا بإرشادات النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (تنكح المرأة لأربع: لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها، فعليك بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك "التصقت بالتراب" فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

الجمال أيها الأخ الكريم هو جمال الروح، وكون المرأة تسمع وتطيع لزوجها وتحفظه في نفسها وماله، وإن كان الجمال له دور في استقرار نفس الزوج وجعله لا يلتفت إلى غيرها، فإن توفر الجمال مع صفتي الخلق والدين، فهذا فضل على فضل يقول عليه الصلاة والسلام: "ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته".

فترة الخطوبة هي فترة تأن ونظر، ولكل من الرجل والمرأة التراجع، خاصة إن وجد ما يدعو لفسخ الخطوبة، فذلك خير من أن يحصل الطلاق بعد الزواج.

الذي أنصحك به أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور، ومن ثم تنظر ما ينقدح في نفسك بحيث تصلي وقلبك ليس ميالا للفراق أو البقاء، وعلى ذلك يتم العمل فإن اطمأن قلبك للفسخ فلا تنس أن تعتذر، وتترك لهذه المرأة ما يجبر خاطرها من المال، وإن اطمأن قلبك للبقاء، فالحمد لله؛ لأنك إن وكلت أمرك لله يختار لك ما يراه، فلن يخيب الله ظنك.

أخي الكريم: لو بقي الإنسان ينظر في وجوه النساء فلن يسكن قلبه أبدا؛ لأنه كل يوم سيرى أجمل من الأمس، وهكذا والإنسان لا يدري أين رزقه، فهؤلاء اللاتي تراهن في الكلية منهن من هي مخطوبة، ومنهن من قد لا توافق على الارتباط بك، وهذا الاضطراب قد يؤثر في حياتك، وقد يقنع الإنسان بقدر من الجمال مقابل حسن الأخلاق التي تتحلى به المرأة، والجمال أيها الأخ الكريم نسبي، فما تراه أنت جميلا قد لا يراه غيرك كذلك.

والخلاصة: أني أنصحك ألا تقدم على الارتباط بهذه الفتاة إلا وأنت على قناعة تامة ما لم فانظر غيرها، وتحر في صفاتها، وسل عن كيفية تعامل أمها مع أولادها، وكذلك كيف هي حياة أخواتها مع أزواجهن إن كان لها أخوات، فإن المرأة في الغالب تأخذ بعض ما عند أمها وأخواتها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات