السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري (20) سنة، متحجبة، تعرفت على شاب عن طريق النت، أعجبني وتعلقت به، بعد مدة من التعارف اعترف لي بحبه، أما أنا فلا أعرف إن كنت أحبه أم لا، اكتشفت في شخصيتي حب التملك لأي شيء يكون في يدي ولا أحب أن أخسر أي شيء، بماذا تفسرون حالتي؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Wafae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وبعد:
فإن العلاقات التي تبنى بين الشباب عن طريق النت أو الهاتف لا تعطي الصورة الحقيقية؛ لأنها مبينة على المجاملات وإظهار الجوانب الجميلة والصفات الحسنة فقط، (والغواني يغرهن الثناء) فسرعان ما تقع الفتيات في شراك الشباب المتخصصين في الخديعة والتلصص على الأعراض، وإذا كان في هذا الشاب خير وصدق فعليه أن يتقدم رسيما لطلب يدك من أهلك، وعند ذلك سوف تظهر لنا جديته، وتستطيعي التعرف عليه على الطبيعة، ويتمكن أهلك من السؤال عن أحواله وأخبار أهله وقدرته على تحمل المسئولية.
ولذا فنحن نقترح عليك تصويب هذه العلاقة المحرمة، والاستغفار لما مضى، فإنه لا يجوز للفتاة أن تكلم الأجنبي عنها، كما أنه ليس من الصواب سرعة الحكم على الأشخاص وتصديقهم في مشاعرهم، وقد يكون هذا الشاب يتصل بغيرك ويعلن للجميع حبه، وكيف يحب إنسان آخر دون أن يعرف أحواله؟ فالكلام الجميل والمجاملات يجيدها كل أحد، والحب الصحيح يقوم على رباط صحيح، ويبدأ بالرؤية الشرعية في حضور المحارم، وعندها تنفجر في النفس معاني لا يعرف سببها ومقدارها إلا الله الذي جعل أرواح العباد جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد يرتاح الإنسان لرؤية آخر ويتضايق من مشاهدة ثان لا لذنب جناه ولكن لأن الأرواح جنود مجندة، وكل نفس ترتاح إلى ما يشابهها.
وأهل الإيمان يحرصون على بناء مشاعر الحب على أساس من الإيمان بالله والحرص على طاعته، ولذلك فإن أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله، ولا يسمح العاقل لخواطره أن تتمادى في حب إنسان لا يطيع الله ولا يتقيه، والعاقلة لا يكون همها أن تنال إعجاب الجميع وترغب في السيطرة على مشاعر الجميع، لكنها تحرص على محبة محارمها وأخواتها الصالحات، ثم تحب زوجها وعيالها، وتحرص قبل ذلك على حب الله الخالق الوهاب، وتحب رسول الله وصحابته الأبرار وأهل التقوى في كل الأزمان والأعصار.
فاتقي الله في نفسك، وحافظي على حيائك وسمعة أهلك، واقطعي هذه العلاقة، وابتعدي عن شراك الشياطين.
وبالله التوفيق.