قطعت علاقتي به لأنها محرمة.. ولكن كيف أتخلص من تأنيب الضمير؟

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كنت أعاني من الاكتئاب والوحدة لفترة طويلة، أنا لا أبرر لنفسي، ولكن وحدتي دفعتني للبحث عن شخص يدفع عني تلك الوحدة.

تعرفت على شاب على الإنترنت، ودارت بيننا محادثات طويلة قد تصل إلى 5 ساعات في اليوم الواحد! لكن لم تكن تلك المحادثات إلا يومين فقط، شعرت أني بدأت أتعلق به كثيرا، فقررت تركه والرجوع إلى الله عز وجل؛ لأني أعرف أن ذلك خطأ، وبالفعل عزمت على قراري، وتركته فجأة ومسحت كل ما كان بيننا وعزلته عني في جميع وسائل التواصل حتى أتأكد أنه لن يستطيع الوصول إلى مجددا حتى تكون توبتي صادقة.

لكن سؤالي الآن هل أنا آثمة وأتحمل وزر تعلق ذاك الشاب بي؟؛ لأني أنا من تحدثت إليه أولا، وهل كان يجب على أن أعلمه قبل قطع علاقتي به حيث أشعر بالذنب لتركي له محتارا لا يعرف سبب تركي له فجأة، هل كان علي نصحه؟ أخشى أن يظل معلقا بي، ويظل يفكر بي بحثا عن السبب الذي دفعني لتركه، لكني قد أخذت قرارا لن أستطيع محادثته مجددا لأوضح له، ماذا أفعل؟ هل تصرفي صحيح؟ أم ما كان علي تركه محتارا يفكر حيث كان علي الشرح أولا؟

شكرا وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك ووفقك، وأعانك ويسر أمورك، ورزقنا وإياك التوبة والثبات على الدين والهداية إلى الصراط المستقيم.

- لا أخفيك أن القارئ لخطابك يجد فيها لغة الثقة والعقل والصدق في التوبة، وإدراك المصلحة والمفسدة، وعواقب المعصية، والخوف من الرب جل جلاله، والله حسيبك وموفقك.

- كل إنسان تحت ضغوط الحياة قد ينتابه القلق والضيق والتوتر والاكتئاب اليسير، وهو من سنن الله في الابتلاء، والذي يحب مواجهته وعلاجه بالتالي:
- لزوم الصبر واحتساب الأجر والذكر، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والطاعات وقراءة القرآن: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب..).

- معالجة أسباب الاكتئاب، بالتخلص من العزلة والوحدة بالاجتهاد في الحصول على الصحبة الطيبة من خلال المساجد والمحاضرات، والأماكن الطيبة والفضفضة معهم بحدود الحاجة.

- شغل النفس والوقت والفراغ بما يعود عليك بالفائدة في تنمية ذاتك ومهاراتك العلمية والعملية.

- الترويح عن النفس بالمباح من الرياضة، بل والاشتراك في ناد رياضي عند الإمكان والنزهة والقراءة ومتابعة البرامج المفيدة والماتعة.

- المبادرة إلى الزواج بالرجل المناسب الصالح في دينه وخلقه، وأمانته لدفع العزلة والإعانة على غض البصر والعفة.

- لا شك أن ما فعلته إثم، لكن ينبغي لك أن تحمدي الله على التوفيق للتوبة، ومبادرة الخطأ قبل استفحال وتطور آثاره، والحمد لله، فعليك بالاستغفار من الذنب العظيم في تجاوزك لحدودك الشرعية والأخلاقية، وأهنئك على التوبة، والتي يلزم أن تكون صادقة نصوحا بالاستغفار، والندم والعزم على الترك والإقلاع، والبعد عن وسائل الإثارة من صحبة سيئة ووسائل التواصل والإعلام.

- لا يجوز لك معاودة التواصل مع الشاب أبدا؛ قطعا لطريق الشيطان وضعف النفس، ولا يلزم نصحه، حيث لن يخفى على عاقل حرمة فعله، كما أن تركك له يتضمن النصح البليغ له.

- أوصيك بلزوم الاستغفار والدعاء والطاعات، والانشغال بما يعود عليك بالمنفعة في دينك ودنياك، فما زلت في مقتبل العمر، فرش الله طريقك بالنجاح والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات