السؤال
السلام عليكم
أعاني من قولون عصبي وصعوبة في الهضم، فعند أكل أي شي يأتيني تجشؤ لا أعرف كيف أخرجه من فمي ليرتفع نبض قلبي، وأصاب بهلع وخوف شديد، وبعد مده من الزمن عند التجشؤ يرجع حالي لطبيعته، زرت جميع الأطباء من طبيب القلب إلى الأمراض الباطنية، والتحاليل -والحمد لله- كلها سليمة.
منذ شهرين نصحوني بأن أذهب إلى طبيب نفسي، فذهبت وكتب لي دواء بروبانول 40mg نصف حبة صباحا ونصف حبة مساء، ودواء venlafaxine 37.5mg حبة في الغداء، ودواء prazepam 10 mg نصف حبة في الليل، أشرب الدواء بانتظام، وشعرت بتحسن كبير، هل هذه الأدوية خطيرة وتسبب الإدمان، وكيف أتوقف عنها بعد الشفاء تماما؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أعراض الجهاز الهضمي كثيرة جدا، وغالبا يكون سببها القلق النفسي البسيط، وهذا نسميه بالقلق النفسي المقنع؛ لأنه لا يظهر في شكل أعراض نفسية حقيقية، إنما تجسد في شكل أعراض جسدية، وأكثر أجهزة الجسم تأثرا هو الجهاز الهضمي، التوتر الداخلي المصاحب للقلق يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القولون وكذلك الجهاز الهضمي.
الحمد لله فحوصاتك كلها سليمة، وهذا هو الشيء المتوقع، علاجك بسيط جدا: الرياضة، الرياضة ثم الرياضة، تفيدك كثيرا، إذا انتظمت في الرياضة وأقبلت عليها بإيجابية سوف تحس أن هذه الأعراض بدأت في التلاشي؛ لأن الرياضة سوف توجه طاقات القلق السلبي المحتقن ليصبح قلقا إيجابيا، يساعد في تطوير أنظمتك الجسدية، وكذلك حالتك النفسية.
إذا هذا هو العلاج الرئيسي، وعليك بحسن تنظيم الوقت، وتجنب النوم النهاري، واعتمد على النوم الليلي المبكر، ووزع وقتك بصورة جيدة، واحرص على التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية، احرص على صلواتك في وقتها، كن بارا بوالديك، وطور نفسك في مجال مهنتك، لا تستحقر مهنتك أبدا حتى وإن كانت بسيطة، لا، الإنسان الذي يجيد ترتفع همته مهما كان عمله، وكل إنسان ميسر لما خلق له، وكل إنسان مهم في وظيفته، هذا ما أنصحك به.
أما بالنسبة للأدوية: البروبرالانول معروف، وهو من الأدوية التي تنتمي لمجموعة تسمى كوابح البيتا، هو يعمل من خلال تنظيم عمل الجهاز العصبي اللاإرادي (السمبثاوي)، ويقلل من إفراز الأدرينالين، وبذلك يقلل تسارع ضربات القلب أو الرعشة والرجفة، فهو مفيد جدا من هذه الناحية، فيمكنك أن تأخذه بنفس الجرعة التي ذكرها لك الطبيب لمدة شهر مثلا، ثم بعد ذلك اجعلها نصف حبة مرة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله أو حسب إرشاد الطبيب لك.
الدواء الرئيسي الذي أعطاه لك الطبيب هو الـ (فلافاكسين) والذي يسمى تجاريا (إفيكسور)، هذا دواء ممتاز، سليم جدا، وأنا أعتقد أنك محتاج أن ترفع الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، لأن هذه هي الجرعة العلاجية، تتناولها مثلا لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك خفضها إلى سبعة وثلاثين ونصف مليجرام، يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها سبعة وثلاثين ونصف مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم سبعة وثلاثين ونصف مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا التدرج في بناء الجرعة والتوقف التدريجي مهم جدا في حالة هذا الدواء؛ لأن الإنسان إذا توقف عنه فجأة -حتى وإن كانت الجرعة صغيرة- ربما يؤدي إلى آثار انسحابية تظهر في شكل دوخة وعرق وقلق وتوتر.
بالنسبة لدواء (برامازبام): هذا ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى مجموعة البنزوديزبينات، هو دواء جيد، ويقلل التوتر والقلق، ويحسن النوم بصورة ممتازة، لكن قد يؤدي إلى التعود، ومن ثم الإدمان، أنا غالبا لا أنصح به أكثر من ستة أسابيع، وجرعة العشرة مليجرام ربما تحتاج أن تخفضها، وفي خلال ستة أسابيع أنا أفضل أن تتوقف عن تناوله، لكن أرجو أيضا أن تأخذ رأي طبيبك.
أشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.