الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني جفاف وعسر هضم بعد أكل اللحم والقشطة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وكتب أجركم.

كنت في رمضان أفطر أحياناً على قطعة ستيك ريب، أي عالية الدهون، وماء، وآكل شيئاً يسيراً من السلطة، ويصيبني جفاف وعسر هضم، فأشرب العصيرات بعدها حتى يمشي الطعام، وبقيت على هذا الحال، ليس كل يوم، ولكني أكثر من اللحم في كثير من الأيام، وأحيانا آكل الأرز، ولكن أجعل اللحم أكثر منه.

قصدي من هذا أن اللحوم فيها حديد، وأنا عندي فقر دم، مضيت على هذا الحال، وكان الأمر ليس شديداً -بحمد الله- إلى قبل أسبوع تقريباً من كتابتي لهذه الاستشارة، أكلت علبة قشطة كاملة الدسم 100 جرام، من دون خبز، وفي نفس اليوم أصابني جفاف شديد، وضيق تنفس، وعسر هضم، وكأن القشطة عالقة في المعدة، وإذا أكلت يزداد شدة، حاولت أن أشرب سوائل، ولكن لم يذهب الضيق.

في هذا الأسبوع، حصل معي بعد أكل القشطة، أنني في اليوم التالي تعشيت على الأرز وزاد الضيق، ومارست الرياضة وتحسن، وفي اليوم الذي يليه أفطرت خبزاً، ومارست الرياضة، ولم يتحسن كثيراً، ولم أتحمل؛ فذهبت للمستشفى، وعملوا تخطيط قلب، وهو سليم -الحمد لله- وأعطوني حبوباً للحموضة، ومغذياً، وخرجت، ولي الآن 4 أيام متخوف من الأكل، لا آكل إلا بضع تمرات وماء، وأتناول عصيرات طبيعية على تخوف، وماء وعسلاً وليموناً.

ذهبت لطبيبة باطنية وقالت: سنفحص جرثومة المعدة اليوم بعون الله، ولكني أعلم يقيناً بداية الضيق بسبب اللحم على الريق من دون أرز، ثم ازدادت المشكلة بسبب القشطة (علبة كاملة من دون خبز)، فهل الدهون هذه تعلق في المعدة؟ وكيف تمشي؟ فإن لي 5 أيام لم أتبرز.

أرجو أني أوضحت لكم بكلام مفهوم، جعلكم الله سبباً في شفائي، والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعاني منه -أخي الكريم- هو بسبب الحمية التي كنت تتبعها والتي تعتمد على البروتينات فقط مع الرز، دون مشاركة الألياف كالخضراوات والسلطة، والشوربة، مما أدى لحدوث جفاف في الأمعاء وإمساك.

للتخلص من هذه الأعراض ينصح باتباع حمية متنوعة؛ للمساعدة على تجاوز حالة الإمساك التي تعاني منها حالياً، وينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار والفواكه، والحبوب وخبز النخالة؛ لأنها تعتبر من أفضل الأطعمة التي تساعد على تفريغ الأمعاء من الفضلات وتجنب الإمساك.

كذلك تناول المشمش المجفف والتين صباحاً، ومن الأطعمة المساعدة الجوز والبندق واللوز، وكذلك بعض البقوليات كالعدس والفول والحمص والشوفان.

شرب السوائل بكثرة، نحو 8 أكواب يومياً، وخاصة عصير الفواكه الطازج، ويعتبر عصير البرتقال من أفضل العصائر، والاعتياد على تناول السلطة، وكذلك الشوربة مع الوجبات، وتناول الطعام ببطء.

التخفيف من الأطعمة أو الأشربة التي تسبب الإمساك كالشاي، وبعض الأطعمة كالبطاطا والأرز، وتجنب الاستعمال المتكرر للملينات، لأنها مع الوقت ستؤدي إلى كسل في جدار الأمعاء، وعدم حدوث التبرز إلا باستعمالها.

كذلك تخصيص أوقات محددة لتناول الوجبات، وكذلك وقت محدد للدخول إلى الحمام، كما أن الرياضة والمشي يساعدان على التخفيف من الإمساك.

نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً