كيف نتعامل مع والدنا القاسي؟

0 37

السؤال

السلام عليكم.

عائلتي تتكون من ٦ أفراد -أب وأم و٣ أخوات-، أخواتي الإناث درسن وتوظفن، أبي كان خياطا، عشنا من الخياطة ولو قليلا حتى توظفت أختي الكبرى -٣٨ عاما- بعد حصولها على البكالوريا، وهي تصرف على العائلة بأكملها بمن فيها أختي المتوسطة والصغرى، بعدها توظفن وأصبحن يصرفن على المنزل.

أبي من النوع الذي يظن أن الأبناء عبيد لديه، يقول: أنا من قمت بتعليمكم وكسوتكم، مع العلم أن أختي الكبرى هي من فعلت ذلك، ووظيفة أبي الخياطة لم يكن مستقلا بنفسه بل يعمل مع آخرين، وكان يأتي بما قسمه الله في اليوم، وفي بعض الأحيان كنا نبقى بدون مصروف، أمي صبرت وعانت، وكنا نقطن في بيت صغير بالإيجار، عانت من تعنيف أبي لها اللفظي والمعنوي، لديه لسان حاد، مشكك، لا يقول كلمة حلوة مثل الله يرضى عليكم أو تصبحون على خير أو يقبل بناته، فقط السب والشتم وكأنه ممسوس، يرى عائلته أعداء، يدخل البيت بدون سلام.

بعد عناء وصبر فرج المولى عز وجل علينا وتحولنا من البيت الصغير، حيث أن أخواتي أجرن منزلا متواضعا، وتعاون مع بعضهن في الإيجار والمعيشة، لكن لم يسلمن من طبع الأب الحاد، يدخل للمطبخ فيبدأ: لم لم تغسلي هذه؟ لما لم تمسحي هذه؟ وهكذا.

أخواتي لا يسمعن كلمة طيبة من فمه، منذ ٤ سنوات أو أكثر تعرضت أمي لنوبات هلع وأعصاب بسببه، مؤخرا دخلن بالربا من أجل شراء منزل اقتصادي للوالدين، والآن طفح الكيل يردن تركه وحده في الشقة مع الإبقاء على مصروفه وكراء شقة لوحدهن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، وأسأل الله أن يوفقكم إلى كل خير، والجواب على ما تقدم:

- لا شك أن الوالد -حفظه الله- قد بذل جهده وبحسب الاستطاعة فيسعى في النفقة عليكم، فيشكر على هذا، ويثنى عليه به -جزاه الله خيرا-.

- الإعانة في النفقة مع الوالد من المقتدر منكم هذا واجب؛ لأن القريب الغني القادر يجب أن ينفق على ذوي رحمه، ولقد أحسن أخواتك في هذا، ولهن أجر عند الله وستكون حياتهن إلى الأحسن بتوفيق الله لهن لأنهن أحسن إلى أرحامهن.

- الشدة والقسوة في التعامل من قبل الوالد لا شك أن لها أسبابا، فقد يكون الوالد مقصرا في طاعة الله، فإن كان مقصرا في ذلك، فينبغي نصحه حتى يعود إلى الله، وقد يكون بسبب عنائه من العمل، أو أنكم مقصرون فعلا في طاعته وتتجاهلون ما يوجهكم به، أو أنه يجهل التعامل الأخلاقي معكم، فلم يأخذ قسطا من العلم بسبب عمله في الخياطة حتى يوفر لكم النفقة، والسوق والعمل فيه يكسب الإنسان قسوة في التعامل، ومن الأسباب ما ذكرت أن هناك احتمالا أن لديه مرضا نفسيا، والمهم الذي ينبغي عليكم فعله أن تعاملوا الوالد بأحسن معاملة وبر ولين ورفق، فهذا واجب عليكم شرعا ومهما صدر منه من تصرفات أو أخطاء، ويمكن أن ينصح بطريقة غير مباشرة فتأتون ببعض الكتب إلى المنزل في التعامل الأخلاقي في الأسرة، ولعله إذا اطلع عليها غير من حاله، وينبغي أن يعرض على طبيب نفسي، ويؤخذ عسلا طبيعيا ويقرأ عليه الرقية الشرعية من الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات سبع مرات، ثم يأكل منه صباحا ومساء، فإذا كان به مس أو سحر سيذهب عنه -بإذن الله-، كما أن عليكم أن تكثروا من الدعاء له في ظهر الغيب بأن يصلح الله حاله، ولا تلقوا بالا لما يقول من بعض الكلمات بل عليكم بالتجاهل وكأن شيئا لم يكن.

- ومما أشير به عليكم أن يكون لديكم المزيد من الصبر والتحمل، واتركوا ذلك التفكير السيء في ترك الوالد بمفرده، فهذا نوع من العقوق له، ونوع من نكران الجميل له، وأخشى أن يغضب عليكم الوالد ثم يدعو عليكم وتحصل لكم مصائب أنتم في غنى عنها.

- وأخيرا: شراء منزل عن طريق القرض الربوي هذا خطأ ومعصية واستعجال في الشراء، ولكن بما أن الأمر قد حصل، فالواجب عليكم التوبة من التعامل بالربا، ولا تكرروا هذا مرة أخرى.

كان الله في عونكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات