كيفية تعامل الفتاة مع المسلمين الجدد؟

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على شاب في مواقع التواصل الاجتماعي، أجنبي مسلم، يبلغ من العمر 22 سنة، أما أنا فعربية مسلمة، هذا الشاب -هداه الله للإسلام- منذ 7 سنوات، وأما عائلته فبطبيعة الحال كانت معترضة لقراره، وسببوا له العديد من المشاكل، وقاطعه كل من يعرفه من أصدقاء الدراسة، وحتى أقاربه، مما أثر في نفسيته وعزل نفسه عن الناس وحتى الخروج، فهو يفضل البقاء في المنزل، ولا أدري هل السبب أن أهله الذين أرغموه على ذلك أم بإرادته؟

وبرغم محاولة أهله لسبه ونبذه وحتى منعه من الصيام وغيرها من الأمور، لكنه لم يعزف عن قراره وظل ثابتا، وبمرور الأيام تقبل أهله ذلك شيئا فشيئا، لكنهم مستمرون في جرحه بالكلمات.

سؤالي: هو عن كيفية التعامل مع المسلمين الجدد وطريقة ترسيخ الدين لديهم؟ وبحكم أني فتاة فأنا أحرص أيضا على أن تكون المحادثة في إطارها الصحيح، وأحيانا ما يكون في الحديث شيء من المزاح، وكنت قد اطلعت مسبقا عن حدود المحادثة بين الجنسين، فهل علي إثم في هذه الحال؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م. د حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك هذا الاهتمام لأمر هذا المسلم الجديد، نسأل الله أن يثبته، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدينا وييسر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن المسلم الجديد في تلك البيئات يحتاج إلى مؤازرة وإلى مناصرة، وأنت قد أحسنت ولم تقصري، ولكننا نقترح عليك أن تربطي هذا الشاب المسلم بمركز إسلامي، أو بدعاة إسلاميين يعرفون لغته من المسلمين الرجال، لأنا نريد لأمر الدعوة بعد أن سلكت ومضيت هذه الخطوات الرائعة، ليستمر معه فيه مع رجل يستطيع أن يكون معه صريحا ويعاونه على الخروج مما هو فيه، فالمرأة وإن تسببت في دعوة إنسان إلى الله تبارك وتعالى نحن لا نريد لها أن تستمر في هذا السبيل؛ لأن الأمر قد يتطور، قد يكون هناك ارتباط عاطفي ويصعب بعد ذلك الخروج من هذا الارتباط العاطفي، وقد يصعب كذلك أيضا الارتباط الحلال الذي هو الزواج.

لذلك لا نستطيع أن نقول شيئا عما فعلت إلا أن ندعو لك بالتوفيق والخير، وهذا الحرص الذي دفعك للسؤال دليل على الخير الذي فيك، لكنه في نفس الوقت دليل أيضا على أنك تخافين من أن تنجذب الأمور أو تنحرف إلى المسار الذي لا تريدينه، فيبدأ هذا الشاب يرتبط بك ارتباطا عاطفيا أو العكس، ويصعب عليكم بعد ذلك إكمال المشوار، ويصعب كذلك الافتراق من هذا الرباط العاطفي، لأن العواطف عواصف، وهذا خصم على سعادة الطرفين في مستقبل الأيام، فإن أمثال هؤلاء يحتاجون إلى مناصرة وإلى معاونة وإلى من يقف إلى جوارهم، فاجتهدي في التواصل مع المراكز الإسلامية في بلدك، وإن وجدت من يستطيع أن يتواصل معه فذلك حسن، وإلا أيضا حاولي أن تعرفي مراكز إسلامية في بلده حتى يتواصلوا معه ويكونوا عونا له، وحتى يخرج مما هو فيه، وطبعا هو من القابضين على الجمر، وهو مأجور على صبره، وأنت مأجورة على هذا التشجيع.

ونتمنى أيضا أن تبقى شعرة العلاقة في حدودها، وإذا كان لابد ينبغي أن يقل المزاح وتمضي في سبيل الجد والنصح، وتزوديه بالمراجع والمصادر التي تعينه على الخروج مما هو فيه، وعلى الثبات على دين الله تبارك وتعالى.

ونشكر لك أيضا الحرص على أن تكون المحادثة في إطارها الصحيح، ولكن نحن نقول: هي بدايات صحيحة وتشكرين على ما قمت به من مجهود وتخفيف على هذا الأخ، لكن النهايات لا تؤمن، لأن في النهاية هو رجل وأنت امرأة، ونحن دائما ننصح حتى الرجل إذا كان سببا في هداية فتاة غربية أو من أي بلد غربي أو أجنبي؛ فإنا ننصحه بعد ذلك أن يسلمها لداعيات، حتى يواصلن معها النصح والإرشاد، وحتى تأخذ راحتها مع بنات جنسها، وبما أنك فتاة أيضا ندعوك إلى أن تربطي هذا الشاب بدعاة من الرجال حتى يعاونوه على الثبات على دين الله.

نكرر لك الشكر على هذا الحرص، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك من الحريصات الغيورات على الدين، الحريصات على هداية الناس، وهذه هي رسالتنا كأمة {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.

ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات