الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو دور المرأة والفتاة المسلمة في مجتمعها؟

السؤال

ما هو دور المرأة والفتاة المسلمة في مجتمعها، سواء كان مجتمعاً مسلماً أو غير مسلم؛ لأني أعيش في بلد غير مسلمة؟

كيف يمكن للفتاة أن تكون نافعة للمسلمين؟ أنا تخرجت حديثاً في مجال العلوم والكيمياء، وفرص العمل في هذا المجال لا تنفع المسلمين في شيء، فالعمل شاق وغير جيد للمرأة في هذا المجال.

جاءتني فكرة في الاتجاه للتدريس أو التجارة أو علوم الحاسوب، وكل هذا سيتطلب مني سنة إضافية من الدراسة، لكني لا أدري ما هو الذي أنفع للمسلمين وأنفع لي أيضاً؛ بحيث إني إذا تزوجت أكون نافعة لبيتي ولمجتمعي أيضاً.

هل برأيكم الابتعاد عن العمل أفضل؟ وبماذا تنصحوني؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً، مبارك لك التخرج، ونسأل الله أن يبارك لك في علمك، ويجعل لك منه نصيباً كبيراً في الدنيا والآخرة.

دور المرأة والفتاة المسلمة في المجتمع:

1.للمرأة المسلمة دور كبير في نقل العلم والمعرفة، سواء في محيطها العائلي أو الاجتماعي، ويمكنك الاستفادة من شهادتك في العلوم والكيمياء لتعليم الجيل القادم، سواء كمدرسة في المدارس أو من خلال الدورات الخاصة.

2. العمل في مجال العلوم والكيمياء قد يكون شاقاً، لكن يمكن استغلال هذا العلم في مجالات أخرى مثل الأبحاث التي تخدم المسلمين، أو في التطبيقات الصناعية التي قد تكون أقل مشقة.

3. التجارة من المجالات المهمة، والتي يمكن أن تكون فيها الفتاة المسلمة نافعة للمجتمع، ويمكن أن تتجهي إلى التجارة في المنتجات التي تخدم المسلمين، مثل الكتب الإسلامية، الملابس المحتشمة، أو الأغذية الحلال.

4. التكنولوجيا وعلوم الحاسوب، هذا المجال واسع ويتيح لك العمل من المنزل إذا اقتضت الظروف، مثل تطوير التطبيقات التي تخدم المجتمع المسلم أو العمل في الشركات التقنية.

5. العمل التطوعي مهم، وللمرأة دور كبير في الأعمال الخيرية والتطوعية، مثل المشاركة في المنظمات غير الربحية التي تساعد المسلمين أو تقوم بالأعمال الإنسانية.

نصائح لاختيار المجال الأنسب:

1. حاولي اختيار مجال يسمح لك بالتوازن بين حياتك المهنية والعائلية، خاصة في حال الزواج.
2. استشيري أهل الخبرة في المجالات التي تفكرين بها، وصلي صلاة الاستخارة، ليسدد الله خطاك.
3. اختاري مجالاً تشعرين أنه يمكن أن يكون له أثر إيجابي على المجتمع المسلم، سواء من خلال التعليم أو الخدمات أو المنتجات.
4. لا تترددي في تعلم مهارات جديدة وتطوير نفسك باستمرار، سواء في مجال التدريس، أو التجارة، أو التقنية.

هل الابتعاد عن العمل أفضل؟

العمل ليس شرطاً للمرأة المسلمة إذا كانت الظروف تسمح بذلك، وخاصة إذا كان الزوج قادراً على توفير حياة كريمة. ولكن، إذا كانت لديك الرغبة والطاقة للمساهمة في المجتمع بشكل أكبر، فيمكنك إيجاد العمل الذي يناسب ظروفك ويلبي طموحاتك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ) رواه البخاري.

توجيهات إسلامية:
- احرصي على التوازن بين العمل والأسرة.
- اجعلي نيتك خالصة لله في أي عمل تقومين به.
- استشيري من تثقين في رأيه من أهل العلم والخبرة.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير ويجعل لك في كل خطوة بركة ونفعًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات