السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ سنة ونصف ورزقت بطفل، وكنت أحب زوجتي، وما زلت، وأعمل فترتين صباحية ومسائية لكي أقدر على ظروف الحياة ومصاريفها، لكن زوجتي لا تقدر هذا، دائما ما تقولي لي: أنت غير قادر على مصاريف الحياة!
هل أعمل 24 ساعة بدون توقف؟! ودائما والدتها سبب المشاكل في كل شيء ماذا أفعل؟ وهي الآن تطلب الطلاق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعيد لك ولأسرتك الطمأنينة والاستقرار، وأن يعمر داركم بالأموال والعيال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن الرجل الذي يعمل ويجتهد ويبذل ما عليه يكون قد أدى ما عليه من الناحية الشرعية، فإن الإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، وكثرة المال أو قلته من الله تبارك وتعالى، والإنسان عليه أن يشكر القليل ليجد من الله الكثير، قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن إذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر.
ونتمنى أيضا من الزوجة أن تتفهم هذا الوضع الذي تعمل فيه، والمجهود الذي تبذله، ولم يقصر من أدى ما عليه، إذا قام بواجباته كاملة.
أما ما يحصل من والدتها – كما أشرت – فأرجو أن تحتمل ذلك، واعلم أن علاقتك بالبنت وليس بأمها، اجتهد في تحمل ما يحصل، تقرب لزوجتك، لا تلبي طلبها من أجل والدتها أو من أجل غيرها، واعلم أن وجود هذا الطفل ينبغي أن يعمق العلاقة التي بينكم، ولذلك لا نرى أن توافقها على أمر الطلاق، وبين لها بعيدا عن والدتها أنك تحبها وأنك تقوم بالواجب تجاهها، وأن الأرزاق من الله تبارك وتعالى، وحرضها على الشكر لله والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والمواظبة على السجود (الصلاة)، هذه الأمور تكون سببا لفتح أبواب الرزق.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ولست مكلفا أن تعمل فوق طاقتك، لكن إذا كنت تعمل صباحا ومساء فاسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك، وأن يعينك على الخير، وإذا وجدت فرصة عمل أفضل فتحول إليها، هذا هو المطلوب منا من الناحية الشرعية، قال تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}، قال سبحانه: {وهزي إليك بجذع النخلة}، فإن علينا أن نفعل الأسباب، ثم نتوكل على الكريم الوهاب، والله تكفل بأرزاقنا، وطلب منا السعي، وأنت ولله الحمد تسعى.
ونوصيك بكثرة الدعاء والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والاستقامة على شرع الله، فإنها سبب للبركة، قال تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}.
واجتهد في النصح لزوجتك، وتعامل مع الوضع بهدوء، ولا تفتعل المشاكل مع والدتها، ولكن تحمل ما يحصل، واعتبرها والدة لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يوسع عليك في الرزق، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهدي زوجتك ووالدتها إلى ما يحبه ربنا ويرضاه، فحافظ على بيتك، بل ليكن عندك إصرار على المحافظة على البيت مهما حصل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.