الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصلح العلاقة بين زوجي وأهلي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وحصلت خلافات وسوء تفاهم بين أهلي وزوجي، ولم يعد يحبهم، ويشعر بأن زيارتهم ثقيلة عليه، وأن كل الأموال ملكه، وحتى عيدية أهلي، أو هدايا الولادة من حقه، يتصرف فيها براحته، فهل هذا صحيح؟

في حين أنه يرفض أن أعطي أمي أي شيء من بيتي، ويقول: هي ليست محتاجةً، فأقول له: من باب الود، فيرفض، على الرغم من أنه يعطي أهله كل شيء، وليس من حقي أن أتكلم؛ فهو يرى بأنه ماله، وله الحق في التصرف فيه، فمن منا على حق؟ وما هي حدودي في التصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينك وبين أهلك إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: ليست المشكلة الآن في حكم أخذ مالك من عدمه، ولا في حكم إعطاء أهلك من ماله أم لا، إذ لا يختلف اثنان على أن حقوقك المالية لا يجوز لزوجك شرعًا أخذها، أو أخذ شيء منها إلا برضاك، وأنك متى ما أردت التصرف في مالك برًا بأهلك، فليس له حق الاعتراض عليك؛ لأن هذا مالك.

نعم له حق أن يمنعك أن تعطي أحدًا من أهلك من ماله هو، وعليك الاستجابة لذلك، لكن مالك حق خالص لك، فإن كان هذا سؤالك فقد أجبنا عليك، لكن المشكلة ليست في الحكم الشرعي، وإنما المشكلة -أختنا- في هذه العلاقة المتدهورة بين أهلك وزوجك، والتي متى ما استقامت عادت الأمور إلى اعتدالها، لذا نوصيك -أختنا- بما يلي:

أولًا: الإحسان إلى زوجك وأهله على قدر استطاعتك، وإظهار حفاوتك به وبهم، وودك له ولهم؛ فإن القلب أسير الإحسان، والرجل متى ما رأى إحسانك لأهله، سيلين قلبه ولو بعد حين، ثم أنت تفعلين ذلك إرضاءً لله أولًا، واحتسابًا للأجر، وكذلك تمهيدًا للإصلاح بينه وبينهم.

ثانيًا: فهم أبعاد المشكلة، ومعرفة أين الخلل تحديدًا، والاجتهاد في تذليلها.
ثالثًا: الحديث مع من يحبهم زوجك، ويحترمهم، ويحترم رأيهم؛ لتقريب المسافاة بين أهلك وبينه، وكذلك الحديث مع أهلك لذلك.
رابعًا: لا بأس من الاستعانة بأهل الدين والحكمة والشرع، فلهم مداخل جيدة في ذلك.

بهذه الأربعة -أختنا- مع الصبر والدعاء، سيندمل ما كان بينهم، وتعود الأمور -إن شاء الله- إلى ما كانت عليه، وساعتها لن تكون لأسئلتك تلك موقع -بأمر الله تعالى-.

نسأل الله أن يصلحه وأن يهديه، وأن يصلح ما بينكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً