السؤال
لدينا بنت متبرجة وأبوها رفض الجلوس مع العريس وأهله وقراءة الفاتحة ( للعقد الشرعي) حتى ترتدي الحجاب، علما أنها مصرة على عدم تقديم أي تنازلات (كارتداء الحجاب)، ما الحل؟ وهل موقف الأب صحيحا أو خطئا؟
لدينا بنت متبرجة وأبوها رفض الجلوس مع العريس وأهله وقراءة الفاتحة ( للعقد الشرعي) حتى ترتدي الحجاب، علما أنها مصرة على عدم تقديم أي تنازلات (كارتداء الحجاب)، ما الحل؟ وهل موقف الأب صحيحا أو خطئا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
مسألة الحجاب مسألة شرعية لا تخضع لهوى الأب ولا هوى البنت، فالذي أمر به هو ربنا سبحانه وتعالى بقوله: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) فهو بالنسبة للمرأة نوع عبادة تتعبد فيه لربها سبحانه وتعالى كما تتعبد له بالصلاة.
الأب هو مسؤول عن أولاده ذكورا وإناثا، يأمرهم وينهاهم، لأنه سيسأل عنهم أمام الله سبحانه، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)، وفي الحديث الصحيح: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظهم أو ضيعهم).
من حق الأب أن يعاقب ولده بما يراه مناسبا حتى يلتزم الولد بأمر الله تعالى، شريطة أن تكون هذه العقوبة لا تؤدي إلى مفسدة أكبر مما هو واقع فيه من المخالفة.
على هذه الفتاة أن تستشعر أن الذي أمرها بالحجاب هو ربها سبحانه، وألا تتأثر ببنات جنسها ممن يتمردن على أوامر الله تعالى، ولا تبالي بكلامهن.
موقف الأب صحيح إلى حد ما، وأما موقف البنت فهو خطأ مائة بالمائة، لأنها واقعة في مخالفتين، الأولى مخالفة أمر الله والثانية مخالفة أمر والدها وعقوقه، ولا شك أن والدها مغضب منها بسبب تمردها.
أخشى ما أخشاه أن تصيب هذه الفتاة دعوة والدها فتشقى في حياتها، فأوصيها أن تخفض لوالدها جناح الذل من الرحمة كما أمرها ربها بقوله: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
عليها أن تستسمح من والدها وتطلب رضاه فرضا الوالدين من رضا الله وسخطه من سخطهما.
أسأل الله تعالى أن يلهم هذه الفتاة الرشد، وأن يوفقها لنيل رضا ربها ورضا والدها، وأن يرزقها الزوج الصالح الذي يسعدها إنه سميع مجيب.