السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لدي مشكلة في قرءاة النصوص، وكذلك استيعاب المكتوب، وقد ظهرت عندي هذه الحالة مؤخرا فهل يحتمل أن يكون السبب عضويا؟ ولأن ذلك أثر على الإنتاج العلمي لدي خصوصا وأني على نهاية مرحلة ما قبل الجامعة، علما بأني مصاب بوسواس في الصلاة والوضوء، وكذلك بعض الأفعال القهرية في حياتي العامة...
أفيدوني بارك الله فيكم لأن حالتي يرثى لها...
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، والعافية والشفاء.. ضعف الاستيعاب والخلل الذي قد يصيب التذكر عند بعض الناس، وما يظهر عليهم من تشويش في تركيزهم؛ قد يكون سببه عضويا أو نفسيا، في مثل حالتك لا يمكن أن يكون السبب عضويا، السبب غالبا هو نفسي أو اجتماعي (شيء من هذا القبيل).
لكن قطعا من الأفضل دائما أن يجري الإنسان فحوصات طبية أساسية، فأنت من الأفضل أن تقابل الطبيب وتجري فحوصات للتأكد من نسبة الدم، أي نسبة الهيموجلوبين التي توضح قوة الدم حيث أن الأنيميا أو فقر الدم قد يؤدي إلى ضعف في التركيز، ويجب أن تتأكد أيضا من وظائف الغدة الدرقية، لأن عجز إفراز الغدة الدرقية أيضا يؤدي إلى ضعف في التركيز، فإذا الفحوصات العامة ممتازة يجب أن تجريها كما ذكرنا تتأكد من نسبة الدم، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى فيتامين د، مستوى فيتامين ب12، ومستوى الدهنيات.. هذه الفحوصات أساسية إن شاء الله تعالى سوف تجدها كلها ممتازة وهذا سوف يطمئنك كثيرا.
الحالات النفسية يأتي على رأسها القلق النفسي والتوتر والاكتئاب، والإجهاد النفسي العام، وحتى التكاسل كثيرا ما يخل بتركيز الناس، بما أنه لديك وساوس قهرية كما ذكرت وتفضلت ربما يكون هنالك قلق، لأن الطاقة التي تحرك الوساوس هي القلق النفسي، حتى وإن لم يكن ظاهرا قد يكون قلقا مقنعا وهذا قد يخل بالتركيز، طبعا توجد علة نفسية مهمة تسمى متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، هذا أيضا يؤدي إلى ضعف شديد في التركيز لكن لا أرى أنك تعاني من هذه الحالة، لأن فرط الحركة وضعف التركيز تكون منذ الطفولة الباكر، وأنت قد اكتسبت هذا الأمر مؤخرا.
أنا أرى أن تعالج الوسواس القهري بصورة جدية، ولا مانع أبدا من أن تتناول أحد مضادات الوساوس كالبروزاك مثلا، لأنه دواء ممتاز ويحسن الدافعية، وأعتقد بعد أن تقابل الطبيب وتجري الفحوصات يمكن أن يصف لك هذا الدواء، والأمر الآخر هو أن تنظم وقتك، تنظيم الوقت أحد المفاتيح الرئيسية لتحسين الاستيعاب، يجب أن تنام مبكرا، تستيقظ مبكرا، وتبدأ في الدراسة بعد صلاة الفجر، هذا هو وقت الاستيعاب الممتاز، لأن الكثير من المكونات الكيميائية الدماغية تفرز في هذا الوقت، والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن في البكور بركة، (بورك لأمتي في بكورها)، والإنسان حين ينجز في فترة الصباح يكون سعيدا جدا بقية اليوم، فالنوم الليلي المبكر ينتج عنه ترميم كامل في خلايا الدماغ، والاستيقاظ المبكر والدراسة الصباحية مهمة جدا.
عليك أيضا بممارسة الرياضة، الرياضة تحسن التركيز بصورة واضحة، أحرص على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والأذكار، واذكر ربك إذا نسيت، بر الوالدين أيضا يحسن التركيز قد تستغرب لكلامي هذا لكن هذا الأمر مثبت تماما، الترفيه عن النفس لا بد أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، والغذاء المتوازن أيضا مهم جدا لتحسين التركيز، وفوق ذلك كله لا بد أن يكون لديك الهمة والعزم والقصد والإصرار على أن تكون نشطا وأن تكون متفوقا في دراستك هذا هو الذي أنصحك به.. وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق والسداد.