ابنتي تبكي عند سماعها للقرآن!

0 42

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي عمرها سنتين وثمان شهور، لا تحب سماع القرآن، وعندما أتلو القرآن تبكي وتطلب مني ترك المصحف والتوقف عن التلاوة، وقلما سمعت القرآن وهدأت، دائما ما تبكي وتطلب توقفه حتى لو صوت التليفزيون أو الهاتف كان قرآن تطلب إسكاته وتبكي بكاء هستيريا.

لماذا تفعل هذا؟هل هذا حسد؟ وكيف أزرع فيها حب القرآن وتلاوته وسماعه؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الحسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

بعض الأطفال يتأثرون من سماع القرآن والأذان كون الصوت يصدر بشيء من الحزن، فإن كان لهذا السبب فهذا أمر طبيعي.

كلما كبرت ابنتك فلن تجدي منها ذلك التأثير، وعليك أن تجربي تلاوة القرآن الكريم بصوت وبدون ترتيل وراقبي تصرفاتها هل ستتأثر كذلك أم أن تأثرها فقط عندما تكون التلاوة مجودة، فإن كان بسبب التجويد فالأمر كما ذكرت لك، وإن كان تأثرها حتى لو كنت تقرئين القرآن بدون تجويد فلربما أشعر هذا بأنها تحتاج إلى رقية شرعية.

لا بأس من رقيتها صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، فالرقية نافعة مما قد حل ومما لم يحل بالإنسان.

جربي كذلك أذني أذانا بصوت مجود وانظري تصرفها فإن تأثرت فهذا يعني أن ذلك بسبب تأثرها بالصوت المحزن الذي يصدر منك أو من غيرك.

ابنتك ما زالت صغيرة ولا أنصحك أن تكثري من تلاوة القرآن بحضرتها إن كانت تبكي بهذه الطريقة حتى لا ينشأ عندها نوع من الكره للقرآن الكريم ولكن إن وصلت إلى سن التمييز قد تكون الخامسة أو السادسة فهنالك تحدثي معها عن الخالق وما أعد لعباده من الجنة وما خلق الله لهم من النعم، فبهذه الطريق ستجعلينها تحب الله ومن أحب الله أحب كلامه.

إن كانت ابنتك تفهم الخطاب فبيني لها أن هذا القرآن هو كلام الله الذي خلقها وهو الذي أوجد لها ما تحتاجه من الألعاب وما شاكل هذا الكلام، وتدرجي معها بسماع القرآن فلا تجعليها تستمع الوقت الطويل ولكن بالتدريج ستجدينها تتقبل ذلك واجعليها تردد خلفك بعض الآيات.

حصني ابنتك بالأدعية كلما دخل عليكم أناس أو ذهبتم إليهم فإن العين حق، ومن ذلك أن تقرئي عليها: (أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).

هذه السن التي تعيشها ابنتك هي سن اللهو فاجعليها تأخذ حقها من اللهو واللعب ولا تجبريها على شيء من العبادات في هذه المرحلة، بل اجعليها تراك وأنت تصلي فإن سألتك فأجيبها ولا تهملي إجابتها على أي سؤال ولا تتضجري من كثرة أسئلتها.

وفري لها ما تحتاجه من الألعاب واجعليها تلعب مع من هن في سنها من معارفكم ولا تهملي أنت وأبوها ممازحتها واللعب معها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن ينبتها نباتا حسنا ويجعلها قرة عين.

مواد ذات صلة

الاستشارات