السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، نادمة على أشياء فعلتها سابقا، حيث كنت أكلم الشباب أعمارهم ما بين 26 و29 سنة، على الفيسبوك والواتساب وأرسل لهم صوري، ومنهم من أعرفه شخصيا، وكل ذلك من باب تكوين صداقات وعلاقات عادية، ومنهم من أعجبته وطلب مني الزواج ووافقت، لكن العلاقة انتهت، وكل هذه العلاقات كانت خلال مواقع التواصل ولم نتقابل.
الآن اكتشفت أن هذا الأمر لا يجوز، ولا يجب على الفتاة تكوين صداقات مع الشباب أو الارتباط بهم، وقد كنت أتصرف بدون وعي، والآن قطعت علاقتي بهم وحذفت أرقامهم وحساباتهم، وطلبت من البعض مسح صوري، فأخبروني بأنهم مسحوا صوري، لكنني لا أصدقهم، وينتابني وسواس بمجرد التفكير في أن صورتي ستكون لدى شاب في هاتفه، سواء الأصدقاء أو من كنت على علاقة بهم، وأخاف أن يؤثر على مستقبل زواجي، هل أعتبر فتاة سيئة من هذا التصرف الذي قمت به؟ هل أنا حساسة بعض الشيء وموسوسة؟ وما موقف الدين من هذا الفعل؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحيي هذه المشاعر النبيلة التي دفعتك إلى الندم على ذلك التقصير ونتمنى أن تحويلي الندم إلى توبة صادقة، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها وتمحوا ما قبلها، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولك في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن الذي حصل كان خطئا، ولكن بما أنه كان عن غفلة، وبما أنك توقفت فالآن نبشرك بتوبة التواب إذا تبت إليه ورجعت إليه، واعلمي أن للتوبة الصادقة شرائط، أولها: أن تكوني مخلصة لله فيها، أن تكوني صادقة فيها مع الله تبارك وتعالى، أن تقلعي عن هذا الذنب والخطأ، أن تعزمي على عدم العود، كذلك أيضا أن تندمي، وأنت -ولله الحمد- نادمة فالندم توبة، ثم عليك بأن تكثري من الحسنات الماحية فالحسنات يذهبن السيئات، واعلمي أن من صدق التوبة التخلص من الأرقام الموجودة معك والصور التي لهم إن كانت لهم هناك صورة، وكل ما يمكن أن يصلك بهم، وأقبلي على الله تبارك وتعالى بصدق.
واعلمي أن الذي ستر عليك وأنت تتواصلين بالخطأ سيستر عليك بعد أن تبت، وأنت -ولله الحمد- طبيعية طالما أنك تفكرين بهذه الطريقة، وتوبي إلى الله تبارك وتعالى واعلمي أن ربنا رحيم، تواب، يفرح بتوبة من تتوب إليه، فسبحانه ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وهذه الحساسية وهذا الخوف وهذا الانزعاج في مكانه، لكنه يزول بالتوبة النصوح، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وصورتك تتغير عند هؤلاء وعند غيرهم، بمزيد من الالتزام بأحكام هذا الدين العظيم، واعلمي أنها لن تؤثر عليك إذا صدقت في توبتك، وطويت تلك الصفحات، وإلى الأبد، وأقبلت على الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن الله تبارك وتعالى يقبل التوبة عن عباده، بل إنه يبشر الصادقة في توبتها المخلصة في أوبتها بأن يبدل الله السيئات القديمة بحسنات جديدة، فتوبي إلى الله واستبشري بالخير وأنت إنسانة -ولله الحمد- فيك خير، والدليل هو هذه الاستشارة وهذه النفس اللوامة التي دفعتك للكتابة إلينا، وأكرر دعوتي لك بأن تحولي هذا الندم إلى عمل إلى توبة لله نصوح، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.