تبت ولكني خائفة من نتيجة أخطائي السابقة؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

بارك الله في أهل الموقع، وشكرا لردكم على استشارتي السابقة.

في شهر يونيو ويوليو تعرفت على شاب على النت، وتوقفنا عن الحديث بعد ذلك لأنه كان ينتقل مع عائلته ليسكونوا فى بيت جديد، في هذه الفترة تبت إلى الله، ولكن منذ أسبوع بعث لي رسالة يسأل فيها عن حالي، ويقول أنه افتقدني كثيرا، لا أظن أنه يعلم أني رأيتها، وقد قررت أن لا أرد حتى لا أفسد توبتي، ولكن بعد ذلك اتضح من بعض الأشياء أنه ما زال يفكر بي، لذلك أنا أشعر بالذنب، خاصة وأني أول فتاة يكلمها، كما أني خائفة من أنه إذا تحدث مع فتيات أخريات فإن ذلك يكون بسببي، وسأحاسب عليه! فهو إنسان على خلق ودين، فهل علي إثم إن تحدث مع فتيات أخريات؟ وهل من الواجب أن أخبره بأن يتوب؟

كما أني عندما أريد النوم أقوم بفرد شعري على المخدة، وقد سمعت بأن الشيطان يشتم الشعر في هذه الحالة، فهل هذا صحيح؟

شكرا لكم على جهودكم ونصائحكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يتوب عليك لتتوبي، ونبشرك بأن التوبة تجب وتمحو ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأن خير الخطائين التوابون، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

نتمنى أن تثبتي على التوبة، فإن من علامات صدق التوبة التخلص من آثار المخالفة، فاجتهدي على التخلص من الأرقام والذكريات، وحبذا لو استطعت أن تغيري الرقم الذي معك، أو إذا لم تستطيعي ذلك فتجنبي أي رد، لست مسؤولة عن النصح للشاب المذكور، ويكفي أن تتوقفي وتتوبي، فإن فتح الباب للنصح أيضا لا نشجعه، وهناك من ينصح، والشاب عليه أن يبحث عمن ينصحه من الرجال، وسيسمع النصائح من الخطباء ومن الدعاة ومن إخوانه من الرجال.

فليس في الشرع ما يدعوك للقيام بنصحه، لأن هذا أيضا مدخل من مداخل الشيطان، ولكن انصحي لنفسك، وتوقفي، وكفي هذا الشر، واعلمي أن ما حدث كان خطئا، وأنك تبت ورجعت إلى الله تبارك وتعالى، ولست مطالبة بأن تنصحي للآخرين، وهو الذي يتحمل مسؤولية أخطائه، فإن الله يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

وإذا حصل وتكلم بعد ذلك مع أخريات فلست مسؤولة، ولا علاقة لك بالذي يحدث، وسيحاسبه الله تبارك وتعالى إذا أساء، ويجازيه سبحانه وتعالى إذا أحسن، فعليك أن تسارعي في النجاة لنفسك، وتوقفي عن مثل هذا التواصل مع الشاب ومع غيره، واعلمي أن العاقلة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.

أما بالنسبة لأمر الشعر وكونه يفرد على المخدة، وأن الشيطان يشتم الشعر أو غير ذلك: هذا كلام لا تقفي عنده طويلا، ولكنا ننصحك قبل النوم بأن تنامي على ذكر وطاعة، وأثناء النوم إذا تقلب الإنسان في فراشه يذكر الله، هذا ما ندعوك إليه، وننصحك، وهذه هي السنة، من السنة أن يأتي الإنسان فينفض فراشه، ويبسمل، ثم بعد ذلك إذا اضطجعت في الفراش تأتي بأذكار النوم، وبعد ذلك لن يضرك أي شيء، ولن يستطيع الشيطان أن يصل إليك، فالذكر حافظ للإنسان بإذن الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يعينك على الخير، نكرر الترحيب بك في الموقع، ونكرر دعوتنا لك بالتوقف تماما عن الرد على الشاب المذكور، عن التواصل مع غيره من الشباب، فإن هذا باب كبير من أبواب الشيطان، ومن الأبواب التي توصل الفتيات إلى الهاوية.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يتوب عليك وعلينا لنتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات