السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 22 عاما، أنا عاقد منذ 3 أشهر ولم يتم البناء حتى الآن، أسألكم الدعاء لي بالتيسير والتوفيق وسعة الرزق.
أنا أحب زوجتي حبا كبيرا جدا -ولله الحمد- وهي كذلك، ولكن هناك إشكالية أريد استشارتكم فيها، أننا كلما ذهبنا سويا لإحدى المناسبات كزفاف أحد الأقارب تطلب مني زوجتي أن أظهر حبي لها كما يفعل الآخرون أمام الناس، ويتمثل ذلك مثلا في ضمها أو ما يقولون عليه بالرقص البطيء الذي لا يكون فيه تمايل، ولكني أمانع ذلك بشدة أمام الناس- مع العلم أني والله لا أدخر وسعا في إسعادها عندما نكون بعيدين عن أعين الناس-، لكن هي تحزن حزنا شديدا لذلك، وتقول لي أنا شابة وأريد أن أشعر معك بهذه الأحاسيس كما يفعلون جميعا.
فأرجو منكم أن ترشدوني لتصرف سديد، فإني والله لا أطيق أن أراها حزينة، فوالله هي نعم المرأة فهي تتقي الله ولا تعصي لي أمرا، وأنا أحبها حبا شديدا والله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يكتب لكما السعادة والاستقرار.
لا يخفى عليك أن الزوج ينبغي أن يظهر اهتمامه واحتفاءه بزوجته، وهذا أمر من الأهمية بمكان، لكن هذا الجانب مضبوط بقواعد وضوابط الشرع، وما يحصل من الناس في المناسبات بالطريقة المذكورة لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، بل هو سبب لشر كثير؛ لأن أي معصية لها آثارها المدمرة على السعادة الزوجية، والإنسان ينبغي أن يبالغ في إظهار حبه وإكرامه لزوجته، وكذلك الزوجة، لكن ليس ذلك أمام الناس، بل ليس هناك مصلحة في فعله، من الناحية الشرعية الأمر ممنوع، ومن الناحية الاجتماعية الأمر من الخطورة بمكان، وأيضا فيه حماية للأنفس من العين، فإن الناس يحسد بعضهم بعضا، والإنسان ينبغي أن يخفي ما عنده من الخير عن الناس، لكننا في زمان يريد الإنسان أن يظهر نعمه كأنه يباهي بها الناس.
الزوجة طبعا نحن نعذرها من ناحية، ولا نعذرها من ناحية، نعذرها لأن هذا أصبح نمطا اجتماعيا، ولكننا ندعوها وندعوك إلى أن تقيما نموذجا فيه الطاعة لله تبارك وتعالى، وأن تقتنعا بأن تكونا قدوة لغيركما، أن تقلدا ولا تقلدا، فإن الكمال أن نكون قدوة لغيرنا، لا أن نسير في ركاب الآخرين ونفعل ما فعلوه، وأنا أعتقد أن حزنها لأجل هذه المواقف أهم من فرحها بالمعصية، لأن المعصية لها شؤمها ولها آثارها المدمرة.
ونحن نريد أن نقول: ينبغي أن نظهر ما عندنا من مشاعر تجاه بعضنا كأزواج وكأحباب وكأصدقاء، نبتغي بذلك وجه الله تبارك وتعالى، وليس لإرضاء الناس، وليس أيضا لإظهار الغيظ والكيد للناس، يعني: هذه معان أرجو أن نترفع عنها.
ولذلك أرجو أن تذكر هذه الزوجة بهذه المعاني الجميلة، ويسعدنا أن تتواصل هي بنفسها لتستمع للتوجيهات من آبائها وإخوانها الكبار، ومن أخواتها أيضا، حتى تجد التوجيه بطريقة مباشرة، ونسأل الله أن يديم عليكما النعم، وأن يلهمكما السداد والرشاد.
وندعوك إلى إكمال المراسيم حتى تستطيع أن تعبر بالفعل، كل منكما يستطيع أن يعبر بالطريقة الصحيحة والكاملة عن مشاعره للطرف الآخر، والحب الذي بين الزوجين من نعم الله علينا، ونعم الله إنما تزيد بالشكر وليس بالعصيان.
نسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.