السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لقد تعرفت على شاب من خلال لعبة منذ بضع شهور، وبعد ذلك تبت، وأخبرته أني لا أريد أن أتحدث مع فتيان، ولم نعد نتكلم على الإطلاق، ولكن فى اللعبة يمكن إرسال هدايا ليست هدايا حقيقية، ولكن أشياء لها علاقة باللعبة، وهو يرسل لي هدية يوميا، وأنا أفعل ذلك أيضا، فهل إرسال هدية خاصة باللعبة هذا يعتبر اختلاطا، وهل أحاسب عليه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك في عمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
أختنا الكريمة: لقد من الله عليك بأن صرفك عن مثل هذا الطريق الشائك المظلم، الذي ضل فيه كثير، وانجرف فيه شباب وفتيات كانوا في غاية الطيبة والصلاح، لكن خدعهم الشيطان واستمعوا لهواهم فضلوا، وبعضهم حين أراد العودة إلى ما كان عليه من حياة الهدوء والسكينة لم يستطع، فلا زالت آثار المعصية باقية في قلبه، ولا زال يعاني صباح مساء من تبعاتها عليه، فالحمد لله أن وقاك ذلك، والحمد لله أن أيقظك من هذه الغفلة مبكرا، ونسأل الله أن يديم عليك نعمة الستر والعافية .
أختنا الكريمة: إن الترفيه في الإسلام مباح لا حرج فيه، بشرط أن يكون مضبوطا بضوابط الشرع والتي منها:
1- أن لا يلهيك عن ذكر الله.
2- ولا يشغلك عن واجب ديني أو دنيوي.
3-وأن لا يكون مصحوبا بسماع أو نظر للمحرمات كالعورات والموسيقى ونحوها من المحرمات.
4- وأن لا يكون فيه ما يخل بالمروءة .
واللعبة وإن كان فيها مضيعة للوقت في غير نافع ولا مردود عليك إلا أن فيها من الاختلاط ما جرك إلى ما جرك إليه، وقد عايشت ذلك بنفسك، والشيطان يتعامل مع ضحيته بالتدرج، يبدأ بالحديث عن الهدايا غير الحقيقية؛ لتجدي نفسك بعد ذلك وقد ضعف تدينك واشتقت إلى ما كنت عليه من معصية، والرجوع ساعتها سيكون أصعب عليك وأشد.
إن الفتاة المسلمة العاقلة لا يجب أن تنساق حول هذه الألعاب التي لا نفع منها ولا فائدة، ولا تتهاون في الحفاظ على الوقت والذي هو عدة المسلم وأهم ما يملكه
السالك درب النجاة هو الذي يحرص على أن يشغل عمره فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولا يضيعه فيما لا يرجع اليه بفائدة، ولهذا جاء التنبيه عليه من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري.
وفي الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله: كان يقال: إنما لك من عمرك ما أطعت الله فيه، فأما ما عصيته فيه فلا تعده لك عمرا.
ولكل هذا نرجو منك وضع خطط علمية وفكرية لنفسك، والابتعاد عن مثل هذه الألعاب التي لا فائدة منها، والله يوفقك ويرعاك.