السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا لا أحب الفكرة الشائعة الآن وهي الارتباط، وأن الولد والبنت أصدقاء، ويتحدثون مع بعض ليلا ونهارا، ولكن كنت للأسف من الذين يدخلون الفتيات في الألعاب، وأضايقهن، أو أفتح كلاما بغرض التسلية، كنت أفعلها كثيرا، ولكني بفضل الله أقلعت عن هذه العادة.
وقد تحدثت مع فتاة كتابة، وكانت هذه الفتاة لديها مشاكل عائلية كثيرة جدا، وكانت أكبر مني بسنة، فكنا نتحدث داخل اللعبة كتابة لمدة أكثر من 3 أو 4 أشهر، لم تعطني رقمها، ولم أطلب منها ذلك، فقد كان غرضي التخفيف عنها، بدون أي نية مني لاستغلالها.
لم يكن لديها أصدقاء، وتعيش وحدها، وقد تواصلنا لمدة سنة، ولم أر صورة واحدة لها، وبعد فترة كانت تريد أن تتحدث إلي بمكالمة صوتية، ولكني أرفض هذه الفكرة، حتى قررت أن أكلمها مرة ثم أتوب إلى الله، وأرسلت لها فيديوهات عن حرمة كلام الولد والبنت، وأنها يجب أن تتوب، ولكن هذا جعلها تكتئب بشدة قبل الامتحانات، مما جعلها تحصل على درجات سيئة، وأشعر بأني أنا السبب في ذلك، ولا أستطيع النسيان، فهل يقبل الله توبتي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Apdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونهنئك أنك توقفت عن التواصل وعن تلك الفعال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن الذي حدث لم يكن ليرضي الله تبارك وتعالى، واحمد الله أنك توقفت، ثم احمد الله أن الأمور لم تأخذ مسارا أكبر من هذا وأخطر من هذا، وأنت بحاجة إلى أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وخير الخطائين التوابون، وأرجو أن تدرك أن التكلم مع الفتاة أو مع غيرها من المخالفات الشرعية التي يقع فيها الشباب، وهي خصم على سعادتهم المستقبلية وخصم على مستواهم العلمي، والأخطر من ذلك أن هذا أمر لا يرضاه الله تبارك وتعالى.
فاحمد الله الذي هداك إلى التوقف، ولا تحاول العودة إلى مثل هذه الأعمال التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، واعلم أن أي شاب يريد فتاة عليه أن يطرق باب أهلها في الوقت المناسب، ثم يخبر أهله ليكون الرباط الشرعي، ولا علاقة ولا صداقة بين شاب وفتاة إلا في ظلال المحرمية أو الحياة الزوجية، يعني أن تكون عمة أو تكون خالة أو كذا، أو فتاة يخطبها بالطريق الرسمي، وبعد ذلك يستطيع أن يتكلم معها.
كما نحب أن ننبهك أن الشيطان يحاول أن يشوش عليك ويجلب لك الأحزان من أجل أن تعود إلى المعصية، لست مسؤولا عن النتيجة التي حصلت عليها، ولست مسؤولا على إدخال السرور عليها، وعليها أن تتخذ صديقات من الصالحات، وما حصل مما قدره الله تبارك وتعالى عليها، وعليها أن تعيد الكرة وتنتبه لنفسها، وتتوب أيضا إلى الله تبارك وتعالى.
فأشغل نفسك بما خلقك الله لأجله، ولا تعد إلى مثل هذه الأعمال التي فيها تواصل في الخفاء مع فتيات، واجعل صداقتك مع الشباب، بل اجعل صداقتك مع الصالحين منهم، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل، وقل لي من تصاحب أقول لك من أنت.
نشكر لك هذا الاهتمام والتواصل، وندعوك إلى صدق التوبة والتوقف التام عن مثل هذه الأعمال، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل فتعوذ بالله من الشيطان، وجدد التوبة، واشغل نفسك بالأمور التي ترضي الله، ثم بالأمور التي تجلب لك الخير والفائدة في هذه الدنيا، مثل الاجتهاد في الدراسة أو نحو ذلك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.