السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من السليم القول: أنه من صلاح حال المؤمن أن الله تعالى يلهمه الاستغفار والتوبة بعد كل ذنب يرتكبه؟
وهل هذا الشيء قد يشجع الإنسان على المزيد من المعصية كونه يرجو رحمة الله تعالى ومغفرته؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من السليم القول: أنه من صلاح حال المؤمن أن الله تعالى يلهمه الاستغفار والتوبة بعد كل ذنب يرتكبه؟
وهل هذا الشيء قد يشجع الإنسان على المزيد من المعصية كونه يرجو رحمة الله تعالى ومغفرته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسعد بتواصلكم معنا في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
يمكن أن تعدل العبارة التي ذكرتها أن الله إذا أراد خيرا بعبده، فإنه يوفقه إلى التوبة من ذنوبه، ويصلح حاله بعد توبته، ولا شك أن هذا التوفيق بسبب أن في قلب عبده المؤمن من الخوف من الله، وندمه؛ ولهذا يوفقه إلى التوبة، قال تعالى:( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) [التوبة]، ففي هذه الآية دليل على أن توبة الله على العبد أجل الغايات، وأعلى النهايات، فإن الله جعلها نهاية خواص عباده، وامتن عليهم بها، حين عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها.
ومن جانب آخر، فإن توبة الله على عبده وتوفيقه له، لا يعني مطلقا فتح باب المعصية، بل إن التوبة تفتح باب الرجاء بأن الله يقبل عبده التائب إذا رجع إليه، وأصلح حاله مع الله، وأما إذا كان العبد العاصي سيعود إلى الذنب بعد توبته أو أنه يتصور أن التوبة سيفتح له بها باب المعاصي، فإن هذا العبد جاهل بحق ربه، وعنده ضعف في الإيمان، وليس في نفسه الخوف من غضب الله وعقابه، ويجب أن يغلب في نفسه الخوف من الله، وأن لا يأمن من مكر الله تعالى، ويجب أن يعلم كما أن الله غفور رحيم، فإنه أيضا شديد العقاب، فقد قال تعالى: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم* وأن عذابي هو العذاب الأليم" [ سورة الحجر ].
وفقك الله لمرضاته.