السؤال
السلام عليكم.
قبل نحو ثلاث سنوات، كنت أريد أن أخطب بنت عمتي، وتقدمت عند أهلها، ورفضوا بحجة أنها ما زالت صغيرة، وكانت والدتي تريدني أن أخطب عند أحد أقاربي، فقلت لها: أنا أريد بنت عمتي، وسأحاول مرة أخرى، فدعت علي والدتي، وقولها لي عساك تخطب كل مرة عند أحد ويردونك، وترجع لابنت عمتك وأمنت بعدها.
قبل سنة تقدمت عندهم مرة أخرى وإذا بوالد البنت يقول لجدي ابن ابنك يستمع لكلام والديه، وكلما تقدمت عند أناس يتم رفضي.
هل دعوة والدتي أصابتني؟ على الرغم أن والدتي متحسرة على الدعوة وتدعو أن ربي لا يستجيب تلك الدعوة، وأن ربي يسهل لي.
أريد أن أخطب بنت عمتي لكني متردد، وعمتي تكن لي كل احترام، لكن قبل أربع سنوات سمعت أختي عمتي تقول: إنها لا تريد أن تزوج أبناء إخوانها أو أولادها من بنات إخوانها.
أنا أحب البنت ولا أريد غيرها، فهل أفاتح عمتي أم أحد غيري يكلمها؟ ما هي الطريقة لإقناع عمتي في حالة رفضها بسبب حدوث مشاكل بعد الزواج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونحن بدورنا نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتسكن إليها نفسك.
نصيحتنا لك – أيها الحبيب – أن تستخير الله سبحانه وتعالى وتفوض الأمر إليه، فهو أعلم بما يصلحك، وكثيرا من الأحيان يحرص الواحد منا على تحقيق شيء والله تعالى يصرفه عنه، لأن الله يعلم أن فيه ضررا عليه، وأن الخير في صرفه عنه.
هذا العلم وهذه المعرفة تبعث في نفوسنا الطمأنينة والسكينة والرضا بما يقدره الله تعالى لنا، فالله تعالى أرحم بنا من أنفسنا، وهو أعلم سبحانه وتعالى بما يصلحنا، فقد قال جل شأنه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ارض بما يقدره الله تعالى لك، واعلم بأن ما يقضيه الله تعالى لك بعد دعائك الله بأن يقدر لك الخير هو الأنفع لك والأصلح لشأنك، وهذا لا يعني أن تترك خطبة ابنة عمتك إذا كنت تراها مناسبة لك وقلبك متعلق بها، فحاول خطبتها مرة أخرى، وثانية، وثالثة، واستعن بكل من له كلمة مقبولة عند أهلها، وفاتح عمتك بنفسك أو بواسطة برغبتك بالزواج بابنتها، وأظهر لهم حسن النية، والحرص على الابتعاد عن المشاكل ونحوها.
إذا أخذت بهذه الأسباب وقدر الله تعالى لك ألا تتزوجها فكن على ثقة تامة بأن ذاك هو الخير، وأن الله إنما صرفها عنك لعلمه سبحانه وتعالى بأن الخير لك في غيرها، فلا تتحسر على فواتها، ولا تذهب نفسك عليها أسفا.
أما ما ذكرت من دعوات أمك عليك: فقبول الدعاء أمر غيبي نحن لا نعرفه، ولا نستطيع أن نجزم بأن الله تعالى قد استجاب تلك الدعوة من أمك، وإن كان الله سبحانه وتعالى قد بين لنا في كتابه الكريم أن الإنسان لا ينبغي له أن يستعجل بالدعاء، فيدعو على نفسه بالشر، أو يدعو على من يحبه بالشر، فإنه لعله يوافق وقت إجابة فيستجيب الله تعالى له، فقال الله: {ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم إلا بخير).
مع هذا كله نستطيع أن نقول بأن معرفة ما إذا كان الله تعالى قد استجاب هذه الدعوة أمر مغيب عنا، فلا ينبغي المبالغة في التخوف من إجابة هذه الدعوة، فأحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، وأكثر من دعائه بأن يقدر لك الخير، واطلب من أمك أن تكثر لك من الدعاء بذلك، وسيستجيب الله تعالى لها الدعوات لك بالخير، ودعاؤها لك بالخير أرجى للقبول، وأكثر يمنة وبركة.
لا يأس إذا ولا قنوط من رحمة الله وفضله، خذ بالأسباب كما ذكرت لك، وفوض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، وسيقدر الله تعالى لك الخير.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.