هل طلب الاستشارة من موقف يعتبر من هتك ستر الله؟

0 22

السؤال

السلام عليكم

هل إذا صارح أحدهم بمشكلة سترها الله عليه، ولكنه يريد حلا لها من باب هتك السر؟ وماذا يحدث إذا صارح أحدهم بمشكلة لمن كان يتوسم فيه خيرا، ثم لم يستفد ويشعر بالندم ويخشى من أنه قد لا يحفظ سره حتى إن وعده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

- لعلك تدركين أن الأصل في المسلم إذا ارتكب ذنبا ولم يطلع عليه أحد، فيلزمه أن يستر نفسه، فنعمة الستر نعمة عظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب من هذه القاذورات - أي الذنوب - شيئا فليستتر بستر الله، وليتب منها" رواه البيهقي وغيره.

ولا يجوز له شرعا أن يكشف ستر الله عنه؛ لأنه فضح نفسه، وقد ينتشر خبره، وستسوء سمعته عند الناس، وقد يهون المنكر عند الآخرين، وستر الإنسان لنفسه قربة إلى الله، وهو أدعى إلى أن يوفقه الله إلى التوبة، فعن أبي هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، فيبيت يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ". رواه البخاري ومسلم.

- وإذا احتاج الإنسان الذي وقع في الخطيئة إلى الاستشارة لسبب ما، فلا ينبغي له أن يفضح نفسه ويتحدث بما حصل منه، بل يمكن أن يقول: لو أن أحدا فعل كذا وكذا، فما رأيكم؟ ولا يذكر أنه هو الذي فعل هذا؛ لأنه لا حاجة إلى كشف هتك الستر عن النفس، ولكن إذا كان الأمر قد حصل فقولي: قدر الله وما شاء فعل، واطلبي من الذي تحدثت معه أن يكتم عنك سرك، ولا يتكلم به مع أي أحد، ولا تذكري هذا الأمر مرة أخرى لأي أحد من الناس ومهما كانت الأسباب، وإذا خفت من انتشار السر، فأكثري من الاستغفار وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وأبشري بخير بإذن الله تعالى .

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات