السؤال
السلام عليكم
هناك شاب كلما رآني أجده ينظر إلي بإعجاب واستلطاف، ولكنني كنت لا أعيره أي اهتمام، وبعد فترة بدأت أعجب به بشكله، بشخصيته، وقلت لنفسي: لماذا لا أنظر إليه وأبتسم له لكي أعبر له عن شعوري تجاهه دون أن أغلط لأنني فتاة ملتزمة، وأحرص على شرفي وسمعتي.
ولكن المشكلة التي تؤرقني أنني سمعته يقول لصديقه وهو يضحك إنني نظرت إليه وابتسمت له، فبدأ صديقه بالضحك والاستهزاء مني، وبدأ يقول: أنني أنا المعجبة به، وهذا الأمر جعلني قلقة.
هل أخطأت عندما نظرت إليه فقط وكنت أعتقد أنه يحترمني أكثر من ذلك؟ فلماذا يتكلم عني لصديقه بهذا الأسلوب، هل وجدني فتاة سهلة المنال أو خفيفة أرمي نفسي لأول شاب أم ماذا؟!
وبعدها أصبحت لا أنظر أبدا إليه وكأنه غير موجود، ولكن عندما ينظر إلي أرى في عيونه حبا لي، ولكن كيف وهو يتكلم عني لصديقه، هل أصبح هكذا الحب في هذه الأيام، وكيف أصدقه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ ريما حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
إن النجاة من الفتن والشرور تتحقق بطاعتنا لله الشكور، وببعدنا عن مواطن الريبة والفجور، ونحن في زمان لبس فيه بعض الشباب ثياب الخديعة والمكر، فكوني على حذر، تذكري أن الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية مرة واحدة، ولكن يأخذه خطوة خطوة حتى يرديه، وكذلك أخبرنا ربنا بعداوة هذا الخبيث فقال سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، [فاطر:6]، وبين لنا أن هذا العدو يستدرج ضحاياه ويزين لهم الباطل، فقال سبحانه: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)، [البقرة:168]، وقال سبحانه: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم)[الأنفال:48].
وليس من الصواب أن تبتسم الفتاة لشاب أجنبي عنها مهما كانت الدوافع والأسباب، ولا بد للعفيفة من الابتعاد عن أماكن وجود الشباب، والمحافظة على وقارها وحيائها وسترها وحجابها، وبذلك تنال احترام كل الشباب بشهادة الشباب، وحتى السفهاء يعترفون بأن الفتاة هي التي تجبرهم على احترامها إذا تمسكت بحجابها ودينها، ولا عجب فإن الله يقول في آية الحجاب: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، [الأحزاب:59]، ومن التي أطاعت الله ولم يحفظها الله.
ومن هنا فنحن ننصحك بعدم تكرار هذا العمل، ولا تتعاملي مع الشباب من وراء ظهر أسرتك، فإن ذلك يجلب لك احتقار الشباب ويفقدك ثقة الأهل فيك، وقبل ذلك يجلب لك الفتن والشرور (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، [النور:63].
وكوني على ثقة بأن بعض الشباب لا يستطيعون أن يقتربوا من الفتاة إلا إذا فتحت لهم الباب وقدمت التنازلات وأساءت التصرفات، فلا تنظري إليه ولا إلى غيره من الشباب؛ لأن ذلك مما يغضب الله، وليس من مصلحة الفتاة تقليب نظرها في وجوه الشباب؛ لأن ذلك يتعبها ويجلب لها الشقاء، وهي في نهاية الأمر لا تتزوج إلا رجلا واحدا، وهو قد يتزوج غيرها.
والله ولي التوفيق والسداد.