السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، عمري 14 عاما، وأمارس العادة السرية، ولكنني تبت الآن -ولله الحمد-، أنا أخشى أن أعود إلى الذنب، وأغار من شخص ليس مريضا بمرض روحاني، وليس بعاص، والله راض عنه، ولكنني للأسف لم أجد أي شيء، أنا مصابة بالعين ورقيت، وأغار من السبعين ألفا الذين سيدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب، وأخشى أن أكون منافقة، فهل من تمارس العادة السرية ملعونة؟
أنا خائفة، وأحس أن ليس في قلبي اطمئنان، ومصابة بشيطان العين لقد عذبني في حياتي، ومكتئبة أظن أن الله ساخط علي، وشيطان العين يسبب لي شهوة زائدة، فقد كنت تاركة العادة منذ خمسة عشر يوما، وعدت لها بسبب أنني دهنت جسمي بزيت مقروء فيه وشعرت بشهوة، ولم أستطع التحمل، أنا أغار من الذين رضي الله عنهم.
توفي أبي -رحمه الله- في هذا العام، وأحس أن لا أحد يحبني، فأنا حساسة جدا، وأعاني بشدة، أريد الحل، فهل تقبل توبتي؟ وهل أنا ملعونة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ karimaelhamouti حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك مجددا -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، ويرزقك التوبة ويتقبلها منك.
لا شك -ابنتنا الكريمة- بأن خوفك من الذنب وهذه الممارسة التي تمارسينها وانزعاجك هذا منها دليل على وجود الخير في قلبك، وحسن في إسلامك، فإن المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يخاف أن تقع عليه، والمنافق لا يبالي بالذنوب، بل يرى بأن الذنب كذباب وقع على أنفسه فهشه عن أنفه، هكذا يصور النبي -صلى الله عليه وسلم- الفرق بين المؤمن والمنافق، فعلامة المؤمن الخوف من ذنوبه، من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن.
فنحن نرجو الله تعالى ولا نقطع لأنفسنا ولا لك بإيمان، ولا نزكي أنفسنا ولا نزكيك، ولكننا نرى فيما ذكرت في استشارتك من الخوف من هذا الذنب والانزعاج منه ما يدل على أنك إن شاء الله على الخير والجادة الصحيحة، ولكن مع هذا كله أنت مطالبة بالتوبة إلى الله تعالى على الدوام في كل الأحوال، فـ ((كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذا فعلت ذنبا أو وقعت في معصية فليس العلاج لها هو اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، بل هذا اليأس وهذا القنوط هو ذنب أعظم من الذنب الأول، إنما العلاج هو المسارعة إلى التوبة، والمبادرة بالاستغفار، والانقطاع عن الذنوب والمعاصي بقدر الاستطاعة، وهكذا يكون حال المؤمن والمؤمنة، كلما وقع منه الذنب سارع إلى التوبة، والتوبة تعني الندم على ما فات، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال.
فإذا فعلت ذلك تاب الله عليك، والنبي يقول: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))، والتوبة يمحو الله تعالى بها الذنوب السابقة. وإذا وقعت في الذنب مرة ثانية فهذا لا يعني أن توبتك السابقة ليست مقبولة، بل المطلوب منك أن تتوبي توبة جديدة، وهكذا.
فهذه هي طبيعة الإنسان، يتوب، وقد يقع في الذنب بعد توبته، فيكون مأمورا بتوبة جديدة.
وبهذا تعلمين -إن شاء الله- أنك على الخير، فلا تنزعجي كثيرا لهذا، ولا تدعي للشيطان بابا يدخل منه إلى قلبك لييأسك من رحمة الله، ويقنطك من عفوه ومغفرته، فهذا القنوط أعظم الذنوب، نسأل الله أن يعافينا وإياك منه.
وننصحك -ابنتنا الكريمة- بالأخذ بأسباب العفاف والاستعفاف، ومن ذلك أن تصوني سمعك وبصرك عن كل المثيرات للشهوة، ومن ذلك أن تشغلي وقتك وتملئي ليلك ونهارك بالأعمال النافعة في دين أو دنيا، وأن تتجنبي الخلوة بنفسك لأوقات كثيرة.
كما ننصحك بمرافقة ومصاحبة النساء الصالحات، وأن تأخذي بأسباب الزواج، وتكثري دعاء الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وتكثري من الاستغفار، فكل هذه أسباب توصلك إلى المطلوب الحسن الذي ترغبين فيه.
نسأل الله تعالى أن يتولى أمرك ويأخذ بيدك ويقدر لك الخير حيث كان.