السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي عمري 20 سنة، عندما دخلت الجامعة تعرفت على فتاة من جهة صديقي في نفس الكلية، وتصادقت معها، وأريد أن أعرف ما حكم هذه الصداقة مع هذه الفتاة؟ مع العلم أننا أصبحنا أشد من الأصدقاء، ولكن لا نتطرق لفكرة الزواج، لأنها على علاقة مع شخص آخر، تحدث مع أهلها لخطبتها.
أعلم جيدا أن لا يجوز الصداقة بين فتى وفتاة -كما أخبرنا القرآن الكريم-، لكن بعد صداقة تجاوزت العامين، وكنا نأكل سويا في الخارج أنا وهي وصديقي، أريد المساعدة كيف أخبرها أن هذه العلاقة محرمة، وكيف أقنعها بالابتعاد عنا، بعد أن أخذتني أنا وصديقي كأعز أصدقاء، وهي لم تصادق أي فتاة معنا في الكلية.
لا أحب هذه العلاقة لأنها تعتبر خيانة لمن سيتزوجها مستقبلا، ولا أريد أن يحدث معي هذا ولا مع زوجتي، ما الحكم في الحديث بين فتى وفتاة في الكلية في شؤون الدراسة، والدخول في جروبات الكلية التي يكون بها اختلاط؟
حاولت جاهدا أن أتركها ولا أتحدث معها مجددا، ولا أريد أن أتحدث مع أي فتاه حفاظا على نفسي، وهذا ما فرضه الله علينا، ولا أريد أن أخالفه وأكون مذنبا.
شكرا جزيلا لحضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
لقد أصبت -أيها الحبيب- كل الإصابة حين أدركت بأن إقامة الصداقة والعلاقة مع فتاة أجنبية عنك شيء حرمه الشرع وحذر منه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أضر فتنة على الرجال هي في النساء، فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، وبالغ -عليه الصلاة والسلام- في التحذير من فتنة النساء، وأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ومن أجل إبعاد الشخص عن هذه الفتنة جاءت الشريعة بجملة من الآداب والتعاليم، منها: تحريم الكلام بين الرجل والمرأة بكل ما من شأنه أن يثير الغرائز كتخفيض الصوت وتليينه وتنعيمه، أو الحديث في مجالات تثير الغرائز، وكذلك حرمت الشريعة لمس الرجل للمرأة الأجنبية، وخلوته بها، وحرمت عليها أن تضع الحجاب أمامه.
فهذه هي التعاليم والآداب مقصود الشارع منها تجنيب الإنسان أن يقع في الفتنة، ومعلوم لكل منصف ما تؤول إليه العلاقات بين الفتيان والفتيات في كثير من الأحيان، ولهذا نحن نشد على عضدك بأن تتخذ هذا القرار الصائب، وهو قطع العلاقة مع هذه الفتاة، وإذا استطعت أن تنصحها بلين ورفق لعله يؤثر فيها، وتبين لها أن الشريعة الإسلامية جاءت بآداب وتعاليم، وقصدها حفظ المرأة، وحفظ سمعتها، وصيانتها وصيانة عرضها وأهلها، ونحو ذلك من الكلام الطيب المقبول، إن استطعت أن تفعل ذلك فحسن، وإن لم تستطع فليس عليك من وزرها شيء، وقم بقطع العلاقة مباشرة.
أما الاشتراك في المجموعات المختلطة للطلاب والطالبات فهذا حكم المشاركة فيه يرجع إلى ما يدور من كلام بين هؤلاء المختلطين، ومدى احتمال وقوع الفتنة فيما بينهم، فإذا كان كلاما جادا منضبطا، مختصا بشؤون الدراسة والأمور الجادة، ولم تكن ثم علاقات خارج هذه المجموعات؛ فهذا ليس حراما، ولكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يكون لبيبا حصيفا في الحفاظ على نفسه وتجنيبها أسباب المزالق.
نرجو بهذا أن يكون قد اتضح لك المراد، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.