السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب لم يسبق لي الزواج، تعرف على فتاة مطلقة، وعلمت سبب طلاقها والظلم الذي تعرضت له من زوجها السابق، فرضيت بالزواج منها إلا أن والدي يرفض ذلك على أساس أنها مطلقة.
أردت أن أكسب فيها أجرا، علما بأنها تلقى معاملة سيئة من أهلها، وصرت خائفا أن تترك بيتها العائلي، أردت أن أعرف هل يحق لي الزواج بها دون رضا والدي أو هل أتركها رغم خوفي الشديد عليها من أهلها؟ وهي في مدينة أخرى بعيدة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويكتب لك السعادة والاستقرار.
لا شك أن مسعاك في الزواج من المطلقة أمر إن شاء الله تشكر عليه، ولكننا أيضا لا نريد أن يكون في الأمر مصادمة لأمر الوالد، وننصحك بدراسة الموضوع دراسة شاملة من كافة الجوانب، ثم اجتهد بعد ذلك في إرضاء الوالد، ولا ننصح بإكمال المشوار قبل نيل رضا الوالدين، أو على الأقل تحييدهم، وأرجو أن تستعين في إقناعهم بالفضلاء والعقلاء والعلماء.
لا يخفى عليك أنه لا مانع من الناحية الشرعية من أن يتزوج الإنسان من امرأة مطلقة أو من توفى زوجها أو غير ذلك من الأرامل، لا مانع من الناحية الشرعية، ولكن الإنسان أيضا ينبغي أن ينظر إلى بقية الجوانب الأخرى، فلا مانع من أن تتزوج بها، شريطة أن تسترضي الوالد، وسبيلك في ذلك تذكيره بالله تبارك وتعالى، ودعوة الأعمام والعقلاء والأخوال والفضلاء والوالدة إلى التدخل في إقناع الوالد، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
حتى يحصل ذلك أيضا ننبه إلى ضرورة إيقاف العلاقة حتى توضع في إطارها الشرعي الصحيح، فإن الإسلام لا يريد للإنسان أن يكون علاقة وهو لا يستطيع أن يكمل مشوار الزواج، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.