كنت أكلم الشباب سابقاً وتبت، فهل سيفضحني الله بعد التوبة؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أني كنت منذ ما يقرب من 10 سنوات أكلم شبابا في الهاتف، واستمررت على ذلك فترة، لكن في الفترة الأخيرة هداني الله -ولله الحمد-، وأنا على وشك الزواج، ومشكلتي هي أن زوج أختي يعلم بأمر هذه المكالمات، وأخاف أن يفضحني ويخبر زوجي بذلك، ماذا أفعل؟ أرشدوني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الوليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فاحمدي الله الذي ستر عليك ووفقك للخير، وإذا كان الله قد حفظك في أيام غفلتك وستر عليك فلن يفضحك أيام عودتك إليه سبحانه، فأكثري من اللجوء إليه، واجتهدي في ذكره وطاعته، فإنه سبحانه (يدافع عن الذين آمنوا)[الحج:38].

ولا أظن أن زوج الأخت له مصلحة في فضيحتك، ولن ينال خيرا بذلك، خاصة وقد ظهرت توبتك، ولن ترضى أختك إذا فعل ذلك، فلا داعي للقلق، وإذا كانت أختك على علم بذلك فيمكن أن تطلبي منها المساعدة والستر على ذلك الماضي الذي نحسب أن الله قد غفره لك بفضله ورحمته، فإن التوبة تمحو ما قبلها.

وأرجو عدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، فلا تبادري بفضح الخفايا، فربما يكون هذا الرجل قد نسي ذلك الماضي، وإذا كان قد سكت على ذلك سنوات فكيف يتكلم به الآن! فتعوذي بالله من الشيطان، وتوكلي على الرحمن.

وأرجو أن تعلمي أن العبرة بصدق التوبة وصلاح الحال، وننصحك بعدم طرح هذا الموضوع حتى على زوجك بعد الزواج، بل وننصحك بإنكار ذلك إذا بلغه من أي جهة، ولست مطالبة بشرح ما كنت عليه لأحد من الناس، ولا بأس من تذكر ذلك في وحدتك لتجددي توبتك ورجوعك إلى الله، وتزدادي بذلك طاعة واستغفارا واجتهادا في الحسنات الماحية.

واجتهدي في عبادة ربك، واعملي على إسعاد زوجك، ومن السهل جدا على المرأة أن تملك قلب زوجها، وعند ذلك سوف يكون أحرص الناس على سترها وإسعادها، واشكري الله الذي حفظك فلم يتعد الأمر موضوع المكالمات التي هي بداية طريق الغواية، فمن نعم الله عليك أنه أرجعك إلى رشدك في البداية.

ومن هنا فلا تفعلي شيئا إلا إذا حدث من قبل ذلك الرجل شيء، وعندها كوني على ثبات وثقة من نفسك، ولا تخرجي الملفات القديمة، وأكثري من التوجه لمن يصرف عن عباده الكيد والسوء والفحشاء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الهدى والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات