السؤال
السلام عليكم ...
أنا طالب جامعي عمري 23 سنة، كنت سريع الحفظ، وسريع التفكير، ولم تواجهني مشاكل سابقا، وكان لدي خيال واسع، لقد كنت أربط واجباتي الدراسية مع حياتي اليومية بخيال واسع وأفق ممتد، لكن لا أعرف ماذا حدث لي، فقبل عامين بدأت أنسى أشياء أساسية في حياتي (الصلاة مثلا) بدأت أنسى هل أنا صليت المغرب أم لا؟ هل صليت ركعتين أم 4 ركعات؟ هل أخذت علاج الزكام أم لا؟
أنا الآن قلق جدا من هذا الموضوع، فهل يمكن أن يكون السبب هو تلقي صدمات قاسية من أصدقائي وزوجتي وأهلي قبل عامين؟ هل السبب هو إلحاحي بالدراسة والمذاكرة أكثر من السابق؟ وما تشخيص هذه الحالة التي أمر بها؟ وكيف يمكنني الخلاص منها؟
أرجو الرد على مشكلتي، ولكم منا جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الذي يظهر لي أنه حدث لك نوع من القلق النفسي التوتري الداخلي، أو ما نسميه بالقلق المقنع، وهذا بالفعل قد يشتت التركيز كثيرا. هذا من ناحية.
الاحتمالات الأخرى – وهي ضعيفة – أنك تعاني من اكتئاب نفسي، لأن الاكتئاب أيضا كثيرا ما يشتت التركيز ويؤدي إلى النسيان. ومن الاحتمالات أيضا أنه حدث لك إجهاد نفسي عام، وإجهاد جسدي كذلك، لأن الإصابة بالزكام مثلا – أو أي إصابات فيروسية – قد يعقبها شيء من الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي الذي يضعف التركيز، وإن شاء الله تعالى الموضوع سوف يحل، وتعود لسيرتك الأولى.
أنصحك بأن تجري (تقوم) فحوصات طبية عامة، هذا مبدأ أساسي لدينا في هذه الاستشارات، تتأكد من مستوى الدم لديك – أي قوة الهيموجلوبين – ومستوى الدم الأبيض، ومستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية على وجه التحديد، مهمة جدا، لأن ضعف إفراز الغدة الدرقية كثيرا ما يضعف التركيز عند صغار السن.
وأيضا أرجو أن تتأكد من مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، حيث إن أي نقص في هذه الفيتامينات ربما ينتج عنه حالة تشابه حالتك هذه.
وأريدك – أيها الفاضل الكريم – بعد أن تتأكد من هذه الفحوصات وتتناول العلاج اللازم، إذا كان هناك مثلا نقص في فيتامين (د) أو في وظائف الغدة الدرقية، أو في فيتامين (ب12)، هذا كله أن يعالج. بعد أن تطمئن لذلك أريدك أن تحرص على أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة وأن تمارس الرياضة، هذه حقيقة تحسن التركيز كثيرا.
الراحة دائما تكون من خلال النوم الليلي المبكر، لأن النوم الليلي المبكر مريح جدا، والإنسان ينهض مبكرا ويصلي الفجر، حين يبدأ الإنسان يومه ببدايات عظيمة، بالصلاة، ويقوم ببعض المهام الضرورية في الصباح، مثلا أن تذاكر بعض المواد الهامة قبل أن تذهب إلى الجامعة، هذا يعطيك الكثير من الثقة في نفسك ويحسن التركيز لديك.
أرجو أيضا أن تهتم بالناحية الغذائية، هذه مهمة جدا. ويمكنك أيضا أن تتناول بعض الفيتامينات، هذه تحسن الطاقات الجسدية والنفسية. وأنا أتوقع أن الأمر سوف يحل من خلال هذه الممارسات، والنصائح التأهيلية التي ذكرتها لك.
طبعا الإنسان حين يعطي الأمور أهميتها حتى وإن كان قلقا لن ينساها، مثلا: الصلاة لابد دائما أن نضعها في أسبقياتنا في الحياة، وهذا قطعا يجعلنا لن ننساها تحت أي ظرف.
ويا أخي الكريم: ذكر الله تعالى يحسن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، لذا أذكار الصباح والمساء، تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتأمل وتجويد دائما يجعل الإنسان في حالة من الأمان والطمأنينة وحسن التركيز.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.