السؤال
السلام عليكم.
كنت أريد أن أخطب زميلة لي ولكنها غير ملتزمة بالحجاب الشرعي، وتلبس ثيابا غير شرعية، وتعتبر محترمة، كالبنطال الواسع، أو أن تضع شالا تحت الطرحة القصيرة أحينا.
حاولت أن أناقشها في الأمر قبل الخطبة لكنها استنكرته تماما، كما أنها لا تجد في ذلك عيبا بسبب اعتبار أن المجتمع يراه طبيعيا، وخصوصا أنها تتبرج ب(الميك أب والفساتين الضيقة في المناسبات) وتعلل ذلك أنها ليست دائما هكذا، وإنما في المناسبات فقط، وتتحجج بأنها ستتغير بعد الزواج، وبعد تفكير عميق كررت أن لا أقدم على خطوة مثل هذه، ولكني كنت منجذبا إليها جدا وأحبها.
لذلك أحس بالذنب، وبالتسرع، كما أنه يراودني دائما وسواس أنها كان من الممكن أن تتغير لاحقا، فهل فعلت الصواب أم أخطأت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية الطيبة.
أولا: نحن نشكرك – أيها الحبيب – لحرصك على اختيار المرأة المتدينة، وهذا دلالة على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك؛ فإن اختيار الزوجة هو اللبنة الأولى لبناء الأسرة السعيدة المتماسكة، فإن الزوجة هي أم الأولاد، وهي ربة البيت، وهي سكن الزوج، وحتى تكون الحياة معها سعيدة ومستقيمة لا بد أن تكون على قدر من التدين تستطيع معه الوفاء بحق هذه المهام الموكلة إليها، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اختيار الزوجة ذات الدين، فقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
هذا معناه اختيار ذات الدين وقت خطبتها، أما مع احتمال أن تكون ذات دين في المستقبل فهذا أمر آخر، فكل أحد من الناس يمكن أن يمن الله تعالى عليه بالهداية والاستقامة في أيامه المستقبلة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد إلى اختيار المرأة الصالحة ذات الدين وقت قرار الإنسان أن يخطبها، فما فعلته – أيها الحبيب – هو الصواب، وهذا التعلق الذي تجده في قلبك بهذه الفتاة سيزول عندما يتعلق بغيرها؛ فإن الحب ينسي الحب كما يتكلم بذلك أهل الأدب.
ابحث عن الفتاة الصالحة المتدينة التي ترتضيها أما لأولادك وحاضنة لهم ومربية لهم؛ فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، والتي تصلح أن تكون ربة لبيتك، تأمنها على عرضك ومالك وبيتك وأبنائك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير.