كيف أجعل لحياتي معنى وهدفا عظيما؟

0 28

السؤال

السلام عليكم..

لا أعرف كيف أصف حالي بالضبط، غير أني أعيش حياتي تعيسا، فأنا في عمر الثلاثين، لا زواج ولا عمل، ولا أحد يهتم لأمري، مجرد شخص يعيش فقط، علما أني لم أقصر في صلاتي ولا زكاتي، ولا شيء من ديني، لا أدخن ولا أفعل أي منكر مهما كان صغيرا.

توفي أبي وأمي وعندي إخوتي، لكن لا أحد يهتم بي، كنت أعمل لكن فجأة وجدت نفسي إنسانا بلا معني، مجرد هوية فارغة، لا أعلم هل الخطب مني أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك سيدي الفاضل، بداية أود أن أحيي فيك التزامك، وإيمانك واستقامتك، وحرصك على أداء الطاعات والبعد عن المنكرات والنزوات، وأنت شاب مسلم قل نظيره في هذه الأيام، وهذه النعم الكثيرة التي أنعم الله عليك بها وجب عليك معرفة واجبك تجاه تلك النعم، وتستحق منك أن تكون أسعد الناس.

أريدك أن تعلم أن كلا منا قد يمر بفترة معينة من حياته حينما يشعر بالحزن واليأس والهبوط، حتما تكون مجتمعة لتصل إلى هذا الحد، ومنها عدم وجود عمل وفقدان الوالدين -رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته-.

أنصحك هنا أن لا تدع هذا اليأس يسيطر على حياتك، ولا تتركه يستمر لفترة أكثر من ذلك، لذلك لا بد من أن تساعد نفسك، وأفضل مكان لتبدأ به هو طبيب مختص لتتحدث معه عن ما تعاني منه من شعور الحزن والإحباط واليأس، والذي بدوره سيساعدك على استبدال أنماط التفكير السلبية الموجودة لديك بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، طبعا مع تحديد الأفكار السلبية التي تعاني منها وإيجاد حلول لها.

افعل شيئا كل أسبوع لتعمل شيئا تستمتع به، مثل التمارين أو المطالعة أو ممارسة هواية معينة، لا تستسلم ولا تمكث في البيت، بل عليك أن تحافظ على نشاطك، اخرج من البيت واعمل بعض التمارين حتى ولو مجرد المشي، فهذا سيساعدك على عدم الإسهاب بالتفكير بمشاعر الحزن، والأفكار المؤلمة، بالإضافة إلى الحفاظ على لياقتك البدنية، وسيؤدي لتحسن نومك.

أما فيما يخص ما ذكرت: "لدي إخوتي لكن لا أحد يهتم بي"، وهنا أود أن أذكرك بما ذكره الله لنا في القرأن الكريم عن مدى أهمية الأخوة والترابط بينهم، في قصة النبي موسى وأخيه هارون عليهما السلام، فقال جل وعلا: (قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا).

تمعن في هذه الآيات الكريمة، فأنصحك أن تتقرب من إخوتك وإن عاملوك بغير ذلك، فلا تنس أنكم تربيتم في نفس المنزل، ولكم ذكريات، وخيركم من عامل أهله بالحسنى، أظهر الحب لإخوتك، وأحطهم بالرعاية والحنان النابع من الأمان، واجعلها في ميزان البر، فلتكن لهم سندا يلجؤون إليه، فأنت وإخوتك بحاجة إلى العلاقة الطيبة، وخاصة بعد وفاة الوالدين رحمهما الله، وحق للوالدين بعد الممات هو أن تؤدي الصدقة عنهما وأن تدعو لهما بالمغفرة والرحمة وإكرام أقاربهما، وأصدقائهما، الحفاظ على صلة الرحم وعدم قطعها أبدا لجهة الوالدين.

أهمية الصحبة: أن تتخذ أصدقاء يعينونك على مصالح الدنيا والآخرة، فتجد نصحا أو علما نافعا، ويكونوا معك في السراء والضراء خير معين وونيس، وبهذا تتجنب العزلة، فالشعور بالوحدة أمر لا يستهان به، فمخاطره مدمرة ومضرة على الصحة النفسية.

أنصحك بالبحث عن عمل وربما يكون صعبا في ظل جائحة كورونا، ولكن علينا أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى أمر بطلب الرزق والاكتساب، ونهى عن العجز وتعطيل الأسباب، بقوله عز وجل : ( يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله)، يعني يسافرون ويطلبون الرزق لو كان في آخر الدنيا، فالإسلام دين الجد والاجتهاد.

أهمية الزواج والاستقرار في حياتك، أنصحك أن تجتهد في ذلك، وأن تأخذ بالأسباب وأن تستعين بالخالة والعمة والمحارم، فالاستعانة بهن خير، وأنت تبحث أيضا، وعليك أن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يمن عليك بالزوجة صاحبة الخلق والدين، وحاول أن توسع دائرة البحث، وبإمكانك الاستعانة بإمام المسجد الذي تذهب إليه مثلا، فحاول وخذ بالأسباب، واجتهد والله ييسر أمرك.

يمكنك التواصل معنا مجددا إن احتجت لذلك يا محمد، وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات