زوجي طيب وحنون ولكنني أشعر بالحزن والاكتئاب، فماذا أفعل؟

0 36

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت منذ ٣ أشهر، زوجي حنون وطيب جدا، وأنا أحبه فهو لطيف جدا معي ويخاف الله، ولكني أشعر أنني أعاني من الاكتئاب، علما أنني قبل الزواج كنت سعيدة جدا، وبسيطة في حياتي، أشعر بالرضا في كل الحالات ومن الصعب أن يؤثر شيء على سعادتي، ودائما يقول لي الناس أنني أضحك كثيرا.

أصبحت هذه المشاعر (الحزن) تؤثر على حياتي مع زوجي وتسبب لنا المشاكل، أنا عمري ٢٧ سنة،
وزوجي ٣٦ سنة، الأسباب التي تجعلني أحزن كلها بلا قيمة فعليا؛ لأنها صغيرة وغير مهمة، مثل أن أشغل نفسي بأن كان زوجي يحبني كثيرا أم لا، وأنام وأصحو أغلب الأيام وأنا أحلل كم يشتاق لي ويحتاج إلي، وإن كان كثيرا أم قليلا، فأنا أعرف حقيقة أنه يحبني جدا ولا يوجد داعي لهذا التكفير، ولكنه يسبب لي الحزن.

وأيضا سبب آخر هو أن أهلي أغنياء وزوجي وضعه المادي أقل، وأيضا أعرف أنه سبب غير مهم؛ لأن زوجي مع ذلك يشتري لي كل شيء بأجمل ما يكون، ولكنني أقلق على المستقبل، وخصوصا وأنا حامل الآن (الحمد لله حمدا كثيرا).

آسفة على الإطالة، الخلاصة أنني أدرك أنها أسباب غير حقيقية ومع ذلك أشعر في أغلب الوقت بالحزن، فأنا أريد أن أحل هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

غاليتي: دعينا نبدأ من حيث انتهيت وقلت: " أدرك أنها أسباب غير حقيقية ومع ذلك أشعر أغلب الوقت بالحزن وأريد أن أحل هذه المشكلة "، وحقا بنيتي الحل الأمثل حتى تعيشي بهدوء وسلام، وتحافظين على مملكتك الزوجية وعلى حبيب وشريك العمر، ولا يجوز لنا أن نكون سببا مباشرا في انهيار حياتنا والأنسياب وراء وسوسة الشيطان.

واعلمي بنيتي أن عدم الرضا والتذمر إذا فتك في قلب الزوجة وسيطر عليها وصل بها مرض الوسواس القهري، وقد يؤدي عدم الرضا إلى إفساد العلاقة الزوجية وفقدان الثقة بالنفس وبكل من حولك ولن يثمر معك في بناء علاقة طيبة مع زوجك، بل يؤدي إلى وجود ثغرة كبيرة بينك وبينه يصعب ردمها في المستقبل.

والزواج هو من أجل عمارة الكون والاستقرار النفسي والروحي والجسدي بين الزوجين، والإنجاب هو نتيجة هذا الزواج، والزوجان لهما حقوق كما أن عليهما واجبات، فالحياة الزوجية ليست فقط حب وغرام وننسى باقي الأمور، فالمودة والرحمة هي بالمعاملة الطيبة وبالاحترام المتبادل بين الزوجين، واحتضان الشريك لشريكه في الأفراح والأتراح.

وأود أن ألفت نظرك إلى أن تغير الهرمونات خلال فترة الحمل وبعد الولادة تؤدي إلى الاكتئاب، وسبب الاكتئاب خلال فترة الحمل وبعدها يعود إلى اضطراب في هرموني البروجسترون والاستروجين، واللذين يزدادان خلال الحمل ويهبطان بعد الولادة بشدة فيؤدي ذلك إلى الاكتئاب واضطراب بالمزاج، وتختلف حدته بين إمرأة وأخرى... لذلك أنصحك أن تثقفي نفسك وتقرئي حول هذه المواضيع، ومن خلال المعرفة والوعي ستساعدين نفسك على تخطي هذه المرحلة -بإذن الله تعالى-.

لذلك نصيحتي لك -أيتها الابنة الكريمة-: أن تستعيذي من الشيطان الرجيم، وأن تحافظي على زوجك، وأن تأخذي بهذه النصائح لعلك تنتفعي منهم إن شاء الله تعالى:

- أشعري زوجك بأنك تحبينه وتثقين به، وأنه رجل مميز وجذاب، فهو اختارك أنت من بين كل الفتيات لتكوني ملكة في بيته وتسعدي به ويسعد بك.

- اهتمي بنفسك وتزيني له، واهتمي بنظافة بيتك وبطعام زوجك وملبسه وأغراضه فكل هذه الأمور تساعد في توطيد علاقة قوية بين الأزواج.

- أشغلي وقتك ونمي نفسك وطوريها من خلال القراءة، وتعلمي عن كل ما يخص فترة الحمل والصحة والرعاية للطفل، فهذه الفترة هي فرصة لك، فاغتنميها بتثقيف نفسك، ولا تنسي أن تقرئي عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، وعن كيفية نجاح العلاقة الحميمية خلال فترة الحمل، وما هي الأوضاع المناسبة لكما في الفراش.

- ممارسة الرياضة والراحة النفسية والجسدية أثناء الحمل، والابتعاد عن المشكلات والتوتر والإجهاد وقاية لك ولطفلك.

- حافظي على الصلاة، وكوني قدوة لزوجك، وشجعيه على أدائها؛ فالصلاة تنهي عن المنكر والفحشاء.

- حافظي على الورد اليومي، وعلى سماع القرآن، فهي مسكن للنفوس ومحاربة للشيطان المتربص في بيوت المسلمين.

- حافظي على الحوار، ثم الحوار بينك وبين زوجك، وكوني الصديقة الودودة إلى حبيبها وزوجها.

أسأل الله لك ولزوجك الفردوس الأعلى، وحج بيت الله الحرام عاجلا غير آجل.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات