السؤال
سلام عليكم
أنا شاب عمري 25 سنة، أعزب وعندي مشكلة لا أعرف حلها، أنا في بعض الأوقات يحدث لي تسارع في نبضات القلب، مما يسبب لي توترا كبيرا، ويحدث لي برد في الجسم، وقشعريرة.
مع العلم أني لست مصابا بأي أمراض، ولكن قد يحدث لي وبدون أي مقدمات تسارع في نبضات القلب بشكل مفاجئ، مما قد يجعلني أشعر بأنني سوف أموت في هذه اللحظة، مما قد يزيد من خوفي وتوتري بشكل أكبر، والغريب في هذا الأمر أنه لا يحدث إلا في الليل فقط في أوقات متأخرة، وفي أوقات أكون جالسا فيها بمفردي حينها أفقد السيطرة على نفسي، وأشعر بالخوف والتوتر، وزيادة ضربات القلب، وقشعريرة وبرودة إلى أن يهدئ الجسم، لا أعلم ما هذا؟
هذا يؤثر علي بشكل سلبي، ويؤثر على تفكيري مما قد يجعلني متوترا في بعض الأحيان، ويشعرني بالخوف وكثرة التفكير قبل الإقدام على فعل أي شيء جديد في حياتي، ويشعرني هذا الأمر أيضا بأني إنسان فاشل لا أقدر على تحمل أي ضغوطات نفسية، ولا أكون قادرا على مواجهة أي مشاكل أو العمل بأماكن أخرى، مما قد يجعلني أنسحب أحيانا من المواجهة.
على سبيل المثال: لو أن عندي سفر بعيد في الغد أظل أفكر بأني إذا ذهبت إلى هذا المكان سيحدث لي تسارع في نبضات القلب، وسوف أتعب، وسأكون بمفردي مما قد يجعلني أخاف من السفر، وآخذ قرار عدم الذهاب.
أنا متأسف على الإطالة، وأرجو الرد وبماذا تنصحوني أن أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: مما سردته من أعراض نفسية وجسدية: الذي أراه أنك غالبا مصاب بقلق المخاوف من الدرجة البسيطة، وقد انتابتك ما نسميه بنوبات الفزع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يتميز بتسارع في ضربات القلب والشعور بالتوتر، وقد يأتي أيضا شعور بالخوف، وبعض الناس حتى يأتيهم شعور بقرب المنية، الحمد لله الأمر بالنسبة لك لم يصل لهذه الدرجة.
فإذا الحالة هي نوع من قلق المخاوف، وقلق المخاوف كما ذكرت لك قد تحدث معه نوبات فزع أو هرع من النوع الذي حدث لك.
أيها الفاضل الكريم: حتى تطمئن أرجو أن تذهب للطبيب - طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني – وتجري فحوصات طبية عامة، وحتى يمكن أن تذهب إلى المختبر مباشرة للتأكد من مستوى الدم لديك، تتأكد من وظائف الكبد، الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).
هذه فحوصات أساسية، حين تتأكد أن كل شيء سليم، هذا في حد ذاته سوف يمثل دافعا علاجيا كبيرا جدا؛ لأنك سوف تقتنع أن الحالة هي حالة نفسية أكثر مما هي عضوية، هذه الخطوة مهمة.
وبعد أن تصل لهذه القناعة، بعد ذلك يجب أن تبسط الأمور تماما، وتعرف أن هذا قلق، مصحوب بشيء من المخاوف والهرع – كما ذكرنا – وهذا يعالج من خلال تحقير الفكرة ذاتها، وعدم الاهتمام بهذه الأعراض، وعدم الوسوسة حولها، والقيام بإجراءات علاجية أخرى أهمها: تجنب الإجهاد والسهر، النوم الليلي المبكر هو النوم الصحيح.
وأن تلتزم بممارسة الرياضة، وأن تلتزم أيضا بممارسة تمارين نسميها بالتمارين الاسترخائية (تمارين التنفس المتدرجة، الشهيق والزفير، بصورة مرتبة وعميقة، مع شيء من التأمل الإيجابي، واستغراق ذهني سليم، وأيضا تمارين قبض العضلات وشدها ثم بصورة علمية ومرتبة)، تمارين الاسترخاء تحتاج لمن يدربك عليها، كالأخصائيين النفسيين مثلا، أو يمكنك الاستعانة ببعض مواقع الإنترنت، هنالك برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
ويا أخي الكريم: لا بد لنمط حياتك أن يكون فعالا، تجتهد في عملك، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، ترفه عن نفسك، صلواتك في وقتها، تصل أرحامك، تتفقد أصدقائك، تتفقد جيرانك ... هذه قيم عظيمة في الحياة تطور من الصحة النفسية.
لماذا الناس أصلا تخاف وتقلق وتتوتر؟ القلق طاقة مطلوبة؛ لأن الذي لا يقلق لا ينجح، الخوف مطلوب؛ لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، الوسوسة أيضا مطلوبة؛ لأن الذي لا يوسوس لا ينضبط، لكن حين تزداد وتحتقن؛ حيث إننا لا نوجه حياتنا بصورة صحيحة، نمط حياتنا حين يكون غير منضبط تحتقن هذه الطاقات النفسية الفعالة والإيجابية وتتحول إلى طاقات سلبية مثل الذي حدث لك، لذا نحن دائما ندعو الناس أن يكون نمط حياتهم نمط فعال وجيد.
أخي الكريم: سيكون أيضا من الجيد أن تتناول أحد مضادات المخاوف البسيطة، عقار (سبرالكس) ممتاز جدا، ويسمى علميا (استالوبرام)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، الدواء دواء فاعل، وممتاز جدا، وغير إدماني وغير تعودي، أسأل الله أن ينفعك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.