السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أنني أحببت فتاة، وهي أيضا تحبني، ولكن لا تعجبني حركاتها الزائدة وانفتاحها، فقد كانت تتحدث مع أي شخص، وكنت أنصحها بعدم الخروج من المنزل بدون أسباب، حيث إن مجتمعنا لا يسمح بذلك، لكن دون فائدة، تزوجت غيرها، وعشت حياتي، وأنجبت أطفالا، ولكن قلبي ما يزال معلقا بها، وغيرتي تقتلني كثيرا، ولا أسمح لأحد بالمساس بها، والله إني في حيرة من أمري، وقد أخذت جوالها، ورأيتها تتحدث مع أحد الشباب، وقالت لي بحجة: حتى أنساك لأنك تركتني، وقالت لي بأنها لم تقع في الفاحشة مطلقا، فهل أتزوجها إن تابت إلى الله، وصانت نفسها؟ لكني أخشى كلام الناس، لأنهم يتكلمون عنها بالسوء، وأنا لا أستطيع نسيانها، أفتوني في أمري.
أيضا أريد أن أصونها وأسترها، وأريح ضميري أمام الله، وتتوب إلى الله وترجع، وأن تحفظ فرجها وزوجها.
فبماذا تنصحوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
الزواج بهذه الفتاة –أيها الحبيب– مباح، فيجوز لك أن تتزوجها إذا كنت قادرا على العدل بين زوجتيك، ولكن هل هو الأفضل أم الأفضل تركها؟ رأيي أنا أن الأفضل أن تتركها ما دمت تخشى كلام الناس في عرضك إذا تزوجتها، فينبغي لك أن تبتعد عن مواطن الشكوك والريب، وأن تنأى بنفسك عن مثل هذه المقولات التي قد تؤلمك نفسيا في مستقبلك، وقد تؤثر عليك وعلى أولادك بعد ذلك، وهذا من باب الأفضل والأحسن.
أما إن كنت شديد التعلق بها، وتابت هي، وأصلحت حالها، فزواجك بها أفضل من تركها، وإن تكلم الناس عنها بغير حق ما دمت شديد التعلق بها.
أما ما ذكرته من إراحة ضميرك أمام الله؛ فإن كنت تقصد أن تؤدي حقا عليك وألا تقصر في شيء أوجبه الله تعالى عليك؛ فالجواب أن هذا ليس بواجب، وأن تركك لها ليس حراما، وإن كان قصدك إسداء الخير لها وصونها وسترها؛ فهذه مقاصد حسنة تؤجر عليها إذا أمنت على نفسك من أن ينال عرضك ويتكلم فيك.
فقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن النسائي وغيره، فأخبره بأن زوجته لا ترد يد لامس، فقال: إن تحتي-عندي- امرأة جميلة، هي من أحب الناس إلي، وهي لا تمنع يد لامس، قال: (طلقها)، قال: إني لا أصبر عنها، قال: (فأمسكها) أو قال: (استمتع بها).
فهذا وهي زوجة ومع ذلك أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يطلقها، فلما أخبره بأنه لا يستطيع أن يصبر عنها، أمره بأن يبقيها، وأنت ما دمت لا تزال بعيدا عن هذه الفتاة غير متزوج لها فينبغي أن تبتعد عنها، ما دامت بالوصف الذي ذكرته من عدم الاستحياء من الرجال الأجانب، وإنشاء علاقات مع من صادفها، فإن تابت فقد بينا لك من قبل ما ينبغي أن تفعله معها.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.