أغار من أخت زوجي التي تسكن معنا.

0 34

السؤال

السلام عليكم..

أخت زوجي الصغرى تبلغ من العمر 6 سنوات، وهي تسكن معنا بعيدا عن والديهما لغرض الدراسة، وهذا الأمر أزعجني، فأنا أشعر بالغيرة كلما رأيتها بالقرب منه، ورأيت انسجامه ولعبه معها، ووصلت إلى الحد الذي صرت أكرهها وأكره سكنها معنا.

مع العلم أننا لم ننه عامين من الزواج، ونسكن في الغربة أي بعيدا عن أهلي، وليس لي جيران، وزوجي لم يكن يتواصل معي كثيرا، وكان يأتيه الضيوف دائما، ولم يكن يخصص لي وقتا، ودائما أصبر حتى يطفح الكيل، وأبدأ باتهامه في تقصيره معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أجمل ترحيب ونشكر لك تواصلك الدائم معنا.

مشكلتك تكمن في الغيرة من شقيقة زوجك، وقلة اهتمام زوجك بك.

عزيزتي غيرتك غير مبررة، وكل ما في الأمر أنك بحاجة إلى شيء من الإرادة والصبر والعزيمة لتتخلصي من مشاعرك هذه، وتوجهيها الوجهة الصحيحة قبل أن تفسد وتهدم هذه الغيرة الحياة الزوجية.

وقولك "أشعر بالغيرة كلما رأيتها بالقرب منه ورأيت انسجامه ولعبه معها "و"وصلت إلى الحد الذي صرت أكرهها وأكره سكنها معنا".

حبذا لو تسألي نفسك:

لو كان زوجك هو الذي يغار عليك من شقيقك الذي تجاوز الست سنوات من العمر، ويعاملك هذه المعاملة، فما موقفك؟

فمظاهر الغيرة التي أشرت إليها، والتي وصلت بك إلى حد الكره والأفكار ألا إرادية تتردد في العقل الباطن تلك من بعض مسببات الإحباط التي تعيشينها، وعليك الخروج من هذه الحالة والبحث عن طريقة لتنالي اهتمام زوجك بك، والذي هو من حقك الشرعي، والتركيز على تحسين العلاقة معه، لذا عليك أن تقطعي الأفكار السلبية المتمثلة بجوانب الغيرة الغير مبررة إطلاقا لتبعدي عن ذهنك الدخول في وساوس الأمراض النفسية.

فحل المشكلات يبدأ أولا: بالرضا بما قسمه الله للعبد، وثانيا: بالاستعاذة من وساوس الشيطان الذي يزين لنا القبيح ويقبح لنا الحسن، ولهذا قال الرحمن: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله...).

إن الحياة الزوجية تعني استقرارا ونهاية حياة العزوبية، وسر هذه الحياة الزوجية الجديدة هو: التفاهم، والتآلف، واحترام كلا الزوجين لبعضهما حتى تدوم السعادة الزوجية، يقول جل وعلا: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، فهذه الآية الكريمة تدل على عظمة مقاصد الزواج وخلاصته سيادة: المودة والرحمة.

أنصحك غاليتي:

* اتخذي شقيقة زوجك أختا لك فهي صغيرة، وتحتاج منك إلى الرعاية والاهتمام فهي بريئة وطيبة القلب.

* ساعديها على حفظ ومدارسة كتاب الله تعالى، وانظري إلى الجوانب المشرقة لديها، والنظر للحياة بتفاؤل وإيجابية.

* تذكري أنها جاءت من منزل شقيقها من أجل الدراسة، وليس من أجل الإقامة الدائمة معكم.

* لا تخسري زوجك وتدمري حياتك بإظهار نفسك غيورة وغير ناضجة.. والتي لا أرى لها أساسا.

* أعينيه على أداء الطاعات وتقوى الله، وحثي زوجك على والإحسان إلى شقيقته، وأظهري أنك تودينها وتقدرينها، واعلمي أن إحسانه لشقيقته لا يتعارض مع استيفائه لحقوقك.

* اجتهدي باستمالة قلب شقيقة زوجك إليك واحتسبي أجر ذلك عند الله، ولا تضخمي الأمور الصغيرة. وخاصة أنكما تعيشان في بلد الاغتراب، فزوجك بحاجة إليك وكذلك الأمر أنت...

* لا تكوني سببا في قطيعة الرحم، أو معاداة أهل زوجك، وأشعري زوجك أنك له وما تفعليه من أجله من طاعة له هو واجب شرعي عليك، وهذا يدفعه إلى مرعاة حقوقك أكثر.

ابحثي عما يحب، وابتعدي عن الأمور التي تغضبه، وهو من المؤكد سوف يتغير؛ فالزوج يحب أن يرى الاهتمام ويشعر بالاحترام، ويسمع الكلمات الطيبة؛ فكل هذه الأمور تؤثر به وتسعد قلبه، وتخفف عنه ضغوطات العمل.

اختاري الوقت المناسب للحوار مع زوجك وتقربي منه وأخبريه عما يختلج في صدرك (أنك بحاجة إلى وجوده بجانبك ووو....إلخ)، وابدئي بمدحه بإنجازاته في عمله؛ فمن المؤكد أن لديه ما يميزه عن غيره من الرجال.

اهتمي بنفسك، وكوني صاحبة ابتسامة مشرقة ونظرة متفائلة للحياة؛ فكل هذا سوف ينعكس على علاقتك بزوجك ونظرتك إلى نفسك تكون أكثر ثقة، واستمتعي بوقتك ولا تضيعيه بالنكد والغيرة الغير مبررة والتذمر.

غاليتي زينب: اجتهدي في إقناع زوجك للمشاركة أونلاين سويا في بعض الدورات التدريبية الخاصة في فن التعامل بين الأزواج والعلاقات الاجتماعية، وغيرها، بالإضافة هناك دورات شاملة للمتزوجين والمقبلين على الزواج تتحدث عن كل ما يتعلق بالحياة الزوجية من الناحية الشرعية والنفسية والصحية والجنسية ومشاكل أولى خمس سنوات وكيفية إيجاد الحلول لها.

أسأل الله لك حياة زوجية سعيدة، وقلب محب للخير.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات