الشعور بالنقص والدونية واحتقار الذات

0 318

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا يا دكتور في الجامعة البريطانية (تجارة خارجية إنجليزي)، المهم المشكلة هي أنه ليس لي أصحاب نهائيا، ممكن أنت تستهين بالموضوع، لكن هذه مشكلة كبيرة، أنا أحس أني أقل من كل أصحابي وأنهم كلهم يهربون مني، مع أن لبسي جيد جدا، وشكلي والحمد لله، أنا ما أعرف لم يتهربون مني؟ أو لم لم ألق الصاحب الذي ينفع أقعد معه؟ أنا مستواي الاجتماعي جيد جدا.

أنا أحس أني وحيد وسط آلاف الطلاب، وأحس أني أقل منهم كلهم، وأحس أنهم ينظرون إلي باستحقار ويهربون مني، وأنا والله لست أقل من أحد منهم لا ماديا ولا اجتماعيا ولا لبسا ولا شكلا، المهم يا دكتور أن الموضوع هذا خرب لي حياتي كلها، وأي أحد يعمل معي أي حركة آخذها بحساسية، ماذا أعمل يا دكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Gamal حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه المشاعر الاجتماعية السلبية هي دليل على أنه لديك بعض القصور البسيط في شخصيتك، وهذه تعالج بما ذكرته في رسالتك، وهو أنك لا ينقصك أي شيء حين تقارن نفسك بالآخرين، فأنت والحمد لله كما ذكرت من الناحية الاجتماعية ومن الناحية الشكلية كاللبس وخلافه لا تقل عن الآخرين، فأرجو أن تثبت هذا التفكير لديك، وفي نفس الوقت يجب أن تؤمن بسخف فكرة أنك أقل منهم، وتحاول أن تثبت ذلك أيضا في تفكيرك.

يمكنك أن تقوم بخطوات عملية، مثل أن تتخير أحد الأشخاص أو الزملاء الذين تطمئن إليهم في الدراسة، وتبدأ معه في التحدث في أمور عادية، ثم بعد ذلك تبني هذه العلاقة والتواصل معه بالتدرج، وعن طريقه يمكنك أن تتعرف على أصدقائه وبذلك تجد أن دائرة تواصلك قد أصبحت أكثر اتساعا.

عليك أيضا بالانضمام لأي من الأندية الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، فمن خلالها سوف تجد أنك قد انتقلت إلى نشاطات اجتماعية أو ثقافية أو رياضية جعلتك تختلط وتتفاعل وتتمازج مع الآخرين بصورة لا شعورية، مما يقل شعور النقص والدونية لديك.

ممارسة الرياضة أيضا يعتبر أمرا جيدا، خاصة الرياضة الجماعية، كما أن صلاة الجماعة وحضور حلقات التلاوة يعطي الإنسان الشعور بالإخوة وكذلك يعطيه الشعور بالثقة في النفس، فأرجو أيضا أن تسعى لذلك.

أنت والحمد لله مقبل على أيام طيبة، وتتميز بأنك جيد في تحصيلك الدراسي، فعليك أن لا تبني هذه الأفكار السلبية، وأن تحاول دائما أن تواجهها، وأن تحقرها، وأن لا تعطيها أي قيمة، وأن تحاول أن توسع علاقاتك الاجتماعية بالطرق السابقة التي ذكرتها لك.
أنت لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات