السؤال
السلام عليكم.
أشعر دائما بالذنب لما اقترفته من ذنوب سابقة، دائما أشعر بالضيق والتعب، فأنا من تعب نفسي إلى تعب نفسي آخر لهذا السبب، وأخاف كثيرا، فكيف أستغفر الله ليغفر لي ما أسرفت به على نفسي من ذنوب، وكيف أتخلص من إحساس الذنب وتأنيب الضمير الذي يلازمني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يوفقك إلى التوبة، والجواب على ما ذكرت:
- الإحساس بالندم من الذنوب هو الخطوة الأولى في طريق التوبة وهي علامة خير، والواجب عليك أن تقرر أن تتوب إلى الله تعالى، وتقلع عن الذنوب، وأن تعزم أن لا تعود إليها في المستقبل، ومن ثم تستأنف حياتك بشكل طبيعي كعضو صالح في المجتمع فتقبل على طاعة الله، وقراءة القرآن، وتجالس الصالحين، وتكثر من الاستغفار، وسترى أن حياتك تتغيير إلى الأفضل -بإذن الله تعالى-.
- إذا تبت توبة صادقة من الذنب، فإن ذلك الذنب يمحا من سجل سيئاتك، ثم إذا عدت إلى الذنب مرة أخرى، فعليك أن تتوب مرة أخرى، توبة جديدة، ولا تفكر أن الذنب الأول مازلت محسوبا عليك، كلا، بل الذي تؤاخذ به هو الذنب الثاني الذي لم تتب منه أما الأول فقد انتهى أمره ومحي عنك بالتوبة التي كانت من قبل، فعن أبي هريرة قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن عبدا أصاب ذنبا -وربما قال: أذنب ذنبا- فقال: رب أذنبت -وربما قال: أصبت- فاغفر لي. فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت -أو أصبت- آخر فاغفره. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا". وربما قال: أصاب ذنبا. قال: " قال: رب أصبت أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي -ثلاثا- فليعمل ما شاء" رواه البخاري.
قال النووي: "أنه لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته" فسارع إلى التوبة وكرر ذلك كلما أذنبت، وأبشر بخير.
- وأما شعورك بالتعب والمرض، فهذا قد يكون سببه ما أنت عليه من البعد عن الله تعالى، كما قال تعالى: " (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ) [سورة طه 124]، ولكن كل ذلك سيزول عنك إذا تبت إلى الله وقويت إيمانك بالله بالطاعات والقربات، وكنت من عباد الله الصالحين، قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [سورة النحل 97].
وفقك الله لمرضاته.