السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري وأنا طالبة جامعية، مشكلتي أني أحببت شابا منذ أشهر دون أن أتكلم معه، وهذا الشاب أراه ينظر إلي بنظرات تدل على أنه معجب بي، ولكنه إلى الآن لم يخط خطوة إيجابية لكي أعرف أنه يريد أن يخطبني أم لا؟
والسؤال هو: كيف لي أن أعرف شعوره نحوي دون أن أقع في الحرام؟ وما هي الدلالات التي أستطيع أن أستشف منها أنه سيتقدم لخطبتي أم لا؟
أرجو النصح ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يبلغك منازل رضاه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن مجرد النظرات لا تدل عل الرغبة في الارتباط، ولا تشير إلى إمكانية حصول ذلك، ولذلك فنحن ننصحك بعدم التمادي في تبادل النظرات، فإنها قد توصل إلى الحسرات، وثقي بأن رزقك سوف يأتيك، واعلمي أن الرجل يجري خلف المرأة التي تتمسك بحيائها وتلتزم بحجابها، ويحترم المرأة التي لا تجاريه في الكلام ولا تتوسع معه في النظرات والإشارات، وإذا ظهر من بعض الشباب خلاف هذا فإنهم يريدون قضاء أوقات مع الغافلات، وسوف يتنصلون من مشاعرهم ووعودهم عندما يخطبون من الفتيات المتحجبات، ولو فرضنا أنهم اختاروا من صديقات الأمس فإن الحياة الزوجية سوف تكون عرضة للعواصف والشكوك والأزمات.
ونحن نشكر لك حرصك على الخير ورغبتك في البعد عن الحرام، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضك به.
ولست أدري ما الذي أعجبك في الفتى؟ وهل هو من أهل الالتزام؟ وأرجو أن تعلموا أن اتباع النظرة النظرة حرام، وهل أعملت عقلك أم هي مجرد عواطف ومجاملات؟ وهل يمكن لأهلك أن يقبلوا به؟ وهل ظروفه تسمح بالارتباط؟
ومن خلال الإجابة على ما سبق تتجلى عظمة الشريعة التي تحرص على دخول البيوت من الأبواب، واستشارة الأهل والأحباب، ثم تأسيس الحب الشرعي على المواثيق الغلاظ.
ونحن إذ نكرر شكرنا لك على هذا الحرص على تجنب الحرام، نطلب منك أن تحافظي على صمتك ولا تبادري بالكلام، فإن الإسلام أراد الفتاة أن تكون مطلوبة لا طالبة، والشاب المسلم يحترم الفتاة التي تحافظ على وقارها وحيائها، وإذا استمر في نظراته وحاول أن يتكلم معك فاطلبي منه أن يتقدم لأهلك إن كانت له رغبة، وحتى تتمكنوا من التعرف عليه عن قرب، فإن العبرة ليست بالأشكال والمظاهر، وإذا وجد الشاب في نفسه ميلا إليك فلن يتخلى عنك، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، واحرصي على صاحب الدين، والتزمي بالأدب الإسلامي، وابتعدي عن مواطن الرجال، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا من أضرار معصية الاختلاط، وأن يجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وإذا كان هناك وسيط مناسب مثل إحدى محارم ذلك الشاب فيمكن أن توصلي له مشاعرك، مع أننا لا نفضل هذا الأسلوب الذي ربما يفهم على غير وجهه.
وأرجو أن تشغلي نفسك بالدراسة، وقبل ذلك بالذكر والطاعة، والزمي طريق الصالحات، وثقي بأن الله يدافع عن المؤمنين والمؤمنات فاحفظي الله يحفظك، وارفعي حاجتك إلى من يجيب من دعاه، وزيدي من برك لوالديك، وكوني عونا للفقراء والمحتاجين، وأفضل علاج هو قطع هذه الأفكار في البداية؛ حتى لا تتمكن وتحصل الحسرات في حالة عدم حدوث الرباط الشرعي.
وبالله التوفيق.