السؤال
السلام عليكم.
بعد التزامي رجعت لنفس الذنب مرة أخرى، ولكن تلك المرة كان أكبر وأعظم، فقلبي مليء بالحزن، ولا أستطيع الاستغفار، دعوت الله بأن يصلح لي حالي، فأنا أعرف أن نفسي سيئة وتميل إلى الذنوب، فدعوت الله كثيرا بالموت حتى لا أذنب مرة أخرى، أخشى أن يكون ستر الله زال عني وسيتم فضحي، فوالله لم يغرني ستر الله بأنني أعتاد على الذنوب، ولكن الشيطان كان أقوى مني.
تعرضت لأمور كثيرة في صغري جعلت مني تلك الشخصية السيئة، لم تعد لي طاقة للاستغفار، ليس لسوء ظني بالله أبدا والله، ولكن بسبب ذنوبي السيئة التي جعلت مني شخصية نكرة حقيرة، أهواؤها تتحكم فيها، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الصباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، وأسأل الله أن يتوب عليك، ويغفر لك، وأن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:
- الذنب الأول الذي تبت منه قد انتهى أمره، ولا داعي للتفكير فيه، والذنب الذي وقعت فيه الآن ربما أنك الآن تشعرين بالحزن على الوقوع في المعصية، فهذا علامة على الخير، فسارعي إلى التوبة من غير أي تردد، ولا تنظري إلى عظم الذنب، ولكن انظري إلى عظم رحمة الله تعالى، ولا تتركي مجالا للشيطان أن يجعلك يائسة من رحمة الله، فاليأس والقنوط من رحمة الله من كبائر الذنوب، وعليك أن تكوني متفائلة، وأحسني الظن بالله، فباب التوبة ما زال مفتوحا، ولا يوجد أي مانع من التوبة مرة أخرى، ولكن الأمر يحتاج منكم إلى قوة عزيمة وإرادة، هداك الله وأعانك على مرضاته.
- بما أن الذنب لم يطلع عليه أحد، فستر الله ما زال قائما، فاشكري الله على هذه النعمة، ووجود هذه النعمة يجعلك أكثر قربا من الله تعالى، واحرصي على أن تكوني من الصالحين.
- من جانب آخر: ما يمر به الإنسان في صغره، ينبغي عليه بعد أن يكبر أن ينسى ما حدث، ويتجاهله، ولا يفكر فيه حتى لا يظل حزينا على ما حدث، وهو لا يقدر على أن يصلح منه شيئا، وكثير من الناس حدثت لهم أمور سيئة، ولكنهم مع إدخال ما حدث طي النسيان عاشوا حياة طبيعية، فاجتهدي في نسيان الأمر، وأشغلي نفسك بكل نافع ومفيد، ولا تفكري فيما كان في الماضي مهما كانت الظروف.
- وحتى لا تعودي للذنب مرة أخرى وحتى تصلحي من حالك، هذه نصيحة عامة أحب أن أنصحك بها وتكمن في الآتي:
- كلما وقعت في الذنب سارعي إلى التوبة إلى الله، وعليك الإكثار من الاستغفار.
- الدعاء بالتوفيق والصلاح والثبات على الدين.
- مجالسة الصالحات والالتحاق بحلقات العلم الشرعي.
- إحسان الظن بالله وأنه يقبل من جاء إليه تائبا، والاستعانة به على الهداية، فأكثري من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، ولا تيأسي من رحمة الله.
- حافظي على صلاة الفريضة ابتداء حتى تعتاد نفسك الطاعة مرة أخرى، ثم حافظي على النوافل تدريجيا.
- أكثري من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم، وحافظي على قراءة أذكار الصباح والمساء.
- أشغلي نفسك بعمل فيه نفع للآخرين، من صلة الرحم، والعمل التطوعي في جهة خيرية ونحو ذلك.
وفقك الله لمرضاته.