السؤال
أنا شاب مسلم -والحمد لله في العشرين من العمر- وأدرس في كلية الطب، ولكني تارك للصلاة، والسبب لأني أتحدث إلى فتاة من مثل عمري، وهذا يعود علي بالكثير من التخيلات الجنسية، ويحصل بسبب ذلك إنزال المذي والمني، ولا أستطيع الحفاظ على وضوئي، أو طهارتي، ولهذا أتركها.
حاولت الرجوع أكثر من مرة إلى صلاتي، والابتعاد عن المنكرات، ولم أفلح، ودخلت في حالة نفسية صعبة؛ حيث أرى نفسي منافقا، وأخاف أن لا يوفقني الله في دراستي، وبالتالي أخذل والداي، وأحزنهما، وأنا أعيش وحدي بعيدا عن أهلي، وصلت لدرجة التفكير في الانتحار، وذلك لأنني لا أريد الاستمرار في ارتكاب الذنوب فأفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يجعلك من عباده الصالحين، وأن يوفقك إلى مرضاته، والجواب على ما ذكرت:
- لاشك أن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي من أعظم أركانه بعد الشهادتين، وهي صلة بين العبد وربه، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فيجب عليك التوبة إلى الله من هذا التهاون، وهناك أسباب تجعلك تحافظ على الصلاة:
- منها: أن تؤمن إيمانا راسخا بفرضيتها وأنها أعظم أركان الإسلام، وأن تعلم أن تاركها متوعد بالوعيد الشديد.
ومنها: أن تعلم أن تأخيرها عن وقتها كبيرة من كبائر الذنوب.
ومنها: أن تحرص على أداء الصلوات في وقتها وفي جماعة المسجد، لا تفرط في واحدة منها مطلقا.
- ومنها: أن تحسن الظن بالله وترجو بالمحافظة عليها دخولك في السبعة الذين يظلهم الله في ظله، فإن منهم " وشاب نشأ في عبادة ربه " ومنهم " رجل قلبه معلق في المساجد " البخاري ومسلم.
- ومنها: أن تقرأ كثيرا عن فضائل الصلاة، ثم تحتسب الأجر الكبير المترتب على أدائها وفي وقتها. وننصحك في هذا الخصوص بقراءة كتاب " الصلاة لماذا ؟ " للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وسماع محاضرة: " لماذا لا تصلي ؟ " للشيخ محمد حسين يعقوب، ففي ذلك نفع كبير لك إن شاء الله.
- ومنها: مجالسة الصالحين الذين يهتمون بالصلوات ويرعونها حقها حتى يعينونك على المحافظة على الصلاة، وفي المقابل عليك بالابتعاد عن ضدهم، فإن القرين بالمقارن يقتدي.
- ومنها:كثرة الدعاء بأن يجعلك الله من المحافظين على الصلاة.
ومنها: البعد عن الذنوب والمعاصي في جميع جوانب حياتك وسرعة التوبة مما إذا أذنبت.
- وبخصوص الكلام مع تلك الفتاة هذا ذنب يجب التوبة منه، وعليك أن تسعين بالله، وتسأله أن يغفر لك، ولا ينبغي أن تشعر بالعجز وأنك غير قادر، بل أنت قادر ولكن تحتاج إلى نية صادقة بأن تتوب إلى الله، وأن تسارع إلى قطع العلاقة مع تلك الفتاة من غير تردد، لأنها أوقعتك في الفتنة في دينك حيث تسلط عليك الشيطان بأن تترك الصلاة لأنك على غير طهارة، فهل يعقل من أجل الحرام والعلاقة المحرمة تترك الصلاة؟ فهل هذه العلاقة أهم من الصلاة؟ قرر الآن أن تتوب، واحرص على صلاتك، واسأل الله أن يرزقك العفاف، وأن يصرف عنك فتنة النساء.
- قبل أن تفكر في أنك ستحزن والديك؛ لأنك لست من الصالحين، قبل هذا فكر أن الله مطلع عليك، وهو ساخط عليك، ولن يوفقك في حياتك، إذا لم تصلح من حالك، وتكون مقبلا على طاعته.
- أقصر طريق إلى ترك الذنوب، وعدم العودة إليها التوبة إلى الله منها، ثم الاستعانة بالله، والتضرع إليه بأن يثبتك على الحق، والمحافظة على الصلاة، ومجالسة الصالحين، والابتعاد عن أسباب الفتن ومنها الفتنة من النساء، ومنها قراءة القرآن وكثرة ذكر الله وكثرة الاستغفار.
- التفكير في الانتحار تفكير سلبي، فقتل النفس ليس حلا، بل هو خسارة الدنيا والآخرة، وهذا التفكير يدل على اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، فيجب عليك أن تستعيذ بالله من هذا الأمر، وأن تفكر تفكيرا إيجابيا، وتسارع إلى التوبة، وتعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا، وأن تحسن الظن بالله، وأن يقبل توبة من جاء إليه تائبا منيبا، وأن تعلم أن رحمته سبقت غضبه، فلا تيأس من رحمته.
كان الله في عونك.