السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة لم يتقدم أحد لخطبتي لأني لست جميلة، وأمي تقول بأني لست جميلة، وتشك بأني هل سأتزوج أم لا.
بدأت أكره نفسي، وأكره الخروج من المنزل، لأني أسمع الكلام ذاته، لست جميلة، أسمعه من عدد كبير من الناس، فأصمت ولا أجيب بشيء، حتى لا يشعروا بحزني ويأسي من كلامهم، ولأنني أعرف بأني غير جميلة.
أنا راضية -الحمد لله- لكن كلامهم يزعجني، وبدأت في الشك إن كنت سأتزوج أم لا، فأنا لا أعجب أي شخص، ومعظم اللواتي أعرفهن تزوجن.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ razan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن كل فتاة جميلة بأدبها وحيائها وأخلاقها وتمسكها بهذا الدين، واعلمي أن الزواج بتقدير الله تبارك وتعالى، وأن التلاقي في الزواج بالأرواح، وهي (جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، ونسأل الله أن يضع في طريقك من يسعدك.
أرجو أن تعلمي أن نظرات الناس للجمال مختلفة، فكلام الوالدة وكلام من حولك قد لا يكون دقيقا، لأن هذه المسألة التقدير فيها للأشخاص، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، فالفتاة التي لا يراها هؤلاء جميلة هناك من يراها جميلة ويسعد بها ويرتاح إليها، لأنه – كما قلنا – التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة.
عليه: أرجو ألا تتأثري بما تسمعين من كلام، واعلمي أن جمال الفتاة إنما هو في حيائها وفي تمسكها بأحكام هذا الدين، في حرصها على إرضاء الله تبارك وتعالى.
كذلك نحب أن نذكر بأن الجمال جمالان، فجمال الظاهر عمره محدود، لكن جمال الخلق وجمال الدين وجمال الروح بلا حدود.
كوني مع الله تبارك وتعالى، ومارسي حياتك بطريقة طبيعية، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وإذا كنت في مجتمع النساء فأظهري ما وهبك الله من أدب وأخلاق وحب للخير وإرادة الخير، فإن هذه مؤهلات عالية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك وأن يقدر لك الخير، وكل كلام هؤلاء ما ينبغي أن يقف أمامك وفي طريقك، ونحن – مرة أخرى – نحب أن نؤكد أنه ما من فتاة إلا ويجعل الله تبارك وتعالى من الرجال من يرتاح إليها ويأنس بها، وكذلك الفتيات ستجد في نفسها ميلا إلى رجل يضعه الله تبارك وتعالى في طريقها.
عليه أرجو ألا يؤثر هذا الكلام الذي تسمعينه من بعض الناس، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء، واتخذي الأسباب التي منها الدعاء، ومنها المشاركة في المحافل النسائية، وإظهار ما وهبك الله من الصفات الجميلة، ومن الأدب الرائع، وحتى الجمال لا بد أن تعرفي أن الجمال مقسم، لذلك الله تبارك وتعالى أخذ شيئا يعوض بأشياء، فاشكري الله على ما أولاك من النعم، واعرفي نقاط القوة التي عندك وزيدي فيها، وتجنبي أيضا العجز الذي يقعدك، فإن الإنسان عليه أن يسعى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.